174

Le Jardin des prédicateurs et le parc des auditeurs

بستان الواعظين ورياض السامعين

Chercheur

أيمن البحيري

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lieu d'édition

لبنان

عَن عصيانه
مَا هَذِه أَفعَال الْمُؤمنِينَ وَلَا هَذِه سيرة الموقنين قد أضلنا عدونا الشَّيْطَان اللعين وخدعنا بمكره وأغوانا أَجْمَعِينَ
٣٠٧ - عمل الْملكَيْنِ
رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (إِذا قبض الله روح عَبده الْمُؤمن صعد ملكاه إِلَى السَّمَاء فَقَالَا رَبنَا وكلتنا بعبدك الْمُؤَن فلَان نكتب عمله وَقد قَبضته إِلَيْك فَأذن لنا أَن نصعد إِلَى السَّمَاء فَيَقُول الله ﷿ سمائي مَمْلُوءَة بملائكتي يسبحوني فَيَقُولَانِ فَأذن لنا أَن نسكن الأَرْض فَيَقُول ﷿ أرضي مَمْلُوءَة من خلقي فَيَقُولَانِ يَا رَبنَا أَيْن نَكُون فَيَقُول ﷿ قوما عِنْد قبر عَبدِي فسبحاني وأحمداني وهللالني واكتبا ثَوَاب ذَلِك لعبدي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَالْحَمْد لله الَّذِي جعلنَا من أمة مُحَمَّد الْمُصْطَفى وحسبنا بِهَذَا فضلا وَكفى بِكِتَاب مَوْلَانَا لأمواتنا الْحَسَنَات وَيجْعَل الْمَوْت لَهُم كَفَّارَة لما سلف من السَّيِّئَات
وأنشدوا
(على كل حَال وشريكون ... فقد مَاتَ مثلك فِي مثلهَا)
(فَمَا لَك تلعب بالتراهات ... وتخدع نَفسك من عقلهَا)
(من الرشد فِي برهَا بالعقوق ... وترضى بذلك من جهلها)
(وَأَنت تخَالف فِيهَا العذول ... وتطوي لسَانك عَن عذلها)
(وَسيف الْمنية قد سلها ... وَأَنت تنام على قَتلهَا)
ودولة ذِي الْعِزّ مَقْطُوعَة ... وَأَنت تغفل عَن عذلها)
إِلَى مَتى هَذَا الصدود عَن طَاعَة الْملك المعبود والغفلة عَن بَحر الْمَوْت المورود فارحموا أَنفسكُم قبل التّلف وأبكوا عَلَيْهَا قبل الأسف فَإِن السّفر بعيد وهول المطلع فظيع شَدِيد والزاد قَلِيل والهم والحزن طَوِيل وَبعد ذَلِك الْيَوْم العبوس الثقيل يَا أخي لكل حَيّ قوت وَأَنت يَا مِسْكين قوت الْمَوْت فاعمل للْمَوْت قبل الْفَوْت
وأنشدوا

1 / 182