164

Le Jardin des prédicateurs et le parc des auditeurs

بستان الواعظين ورياض السامعين

Chercheur

أيمن البحيري

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lieu d'édition

لبنان

مسيرَة ألف عَام فاتحا فَاه وَأَن شفته الْعليا ملتصقة بالعرش والسفلى تَحت الثرى لَو أذن الله تَعَالَى لَهُ أَن يضع شفته الْعليا على السُّفْلى لأطبق مَا بَينهمَا فِي جَوْفه وَأَن لله ملكا عُنُقه فثني تَحت الْعَرْش وَرجلَاهُ قد جاوزتا رجْلي هذَيْن الْملكَيْنِ مسيرَة ألف عَام يخرج الرّيح من أَنفه
لَو أذن الله أَن يتنفس لأدخل جَمِيع مَا خلق الله فِي السَّمَوَات وَالْأَرضين فِي أَنفه سوى الْعَرْش وَأَن هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة الَّذين وصفت لَك يكون خلقهمْ عِنْد خلق غَيرهم من الْمَلَائِكَة الَّذين فَوْقهم كجناح ذُبَابَة عِنْد الْفِيل وَأَن لله ملكا باسطا كَفه الْيُمْنَى مُنْذُ خلقه الله تَعَالَى رَافعا صَوته بالتهليل وَالتَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس والتحميد لَو أذن الله لَهُ أَن يقبض كَفه لقبض جَمِيع الْخَلَائق مَا خلا الْعَرْش
فَقَالَ سُلَيْمَان ﷺ ياملك الْمَوْت أكفف عني فَلَقَد وصفت أمرا أَتَخَوَّف أَن تطير روحي وَلَا تثبت نَفسِي وَلَا أُطِيق سَمَاعه فَكف ملك الْمَوْت فَعندهَا قَالَ سُلَيْمَان ﵇ يَا رب مَتى ألتقي مَعَ الْأَحِبَّة يَا رب قد أَحْبَبْت لقاءك والراحة من الدُّنْيَا
فَهَذَا كَانَ سَبَب موت سُلَيْمَان ﵇
وأنشدوا
(الْمَوْت مر والعيش هم ... فَأَي هذَيْن لزم)
(وَقد تعجبت إِذْ هُنَا لي ... عَيْش وَعِنْدِي بِالْمَوْتِ علم)
(أنقل رجْلي من كل دَار ... خوف المنايا وَالْأَرْض سم)
(وَالروح مستوفز بجسمي ... لَهُ على الِانْتِقَال عزم)
فكأنكم وَالله بِالْمَوْتِ قد فاجأكم وأزعجكم عَن لذاتكم ونغص عَلَيْكُم شهواتكم ونقلكم إِلَى بيُوت الوحشة والضيق حَيْثُ لَا ينفعكم حميم وَلَا صديق وَلَا أَخ شَقِيق وَلَا وَالِد شفيق
٢٩٢ - نِدَاء الْمَوْت
رُوِيَ عَن سلمَان الْفَارِسِي ﵁ أَنه قَالَ مَا من يَوْم إِلَّا وَملك الْمَوْت يُنَادي يَا أهل الدُّنْيَا عجلوا عجلوا لِأَن أهل الْقُبُور محبوسون من أجلكم اتْرُكُوا مَا جمعتم وخربوا مَا بنيتم الويل لكم إِن أدرككم الْمَوْت على هَذِه الْحَالة زينتم الدّور ونسيتم الْقُبُور
اذْكروا الْقَبْر ووحشته وَالْمَوْت وسكرته والصراط ودقته
وَالْمَوْت سكرة فِي سكرة وحيرة فِي حيرة وجذبة يَا لَهَا من

1 / 172