وأهل الضواحي، فشَكَوا إلى رسول الله ﷺ، فقال بيده: "حوالينا ولا علينا"، فانقطع الشتاء عنهم، وصار حول مدينة يثرب مثل الخيمة، فقال رسول الله ﷺ: "أين أبو طالب عن مثل هذا اليوم"؟
فقال أبو بكر ﵁: كأنك يا رسول الله نظرتَ إلى قصيدته اللاميَّة:
وأبيضَ يُستسقَى الغمامُ بوجهه. . . ثِمالُ اليتامى عِصمة للأراملِ (١)
فقال رسول الله ﷺ: "نعم يا أبا بكر".
وقيل: إنّ النجوم تساقطت في هجرته يومًا كاملًا.
وغسّله علي صلواتُ الله عليه، والعباس، والفضل، وقثم ابناه، وأسامة، وشُقران مولياه. وكان علي ﵇ يسنده إلى صدره، والعباس وابناه يقلبون الماء ويقلبونه. ثم أنزله ﷺ في لحده عليّ ﵇، والفضل، والعباس (٢).
ويقال: إن المغيرة بن شُعبَة طرح خاتمه في القبر، قال:/ ٣٣/ وقع خاتِمي، فنزل وأخذه، فكان يقول: أنا أحدث الناس برسول الله ﷺ. فكان علي يقول: كذب المغيرة، [قثم أَحدَثنا عهدًا به] (٣).
وقبره بالمدينة، ﷺ، في بيت عائشة ﵂.