Le jardin global pour la collection des chroniques des peuples du temps

ʿImad al-Din al-Isfahani d. 597 AH
170

Le jardin global pour la collection des chroniques des peuples du temps

البستان الجامع لجامع تواريخ أهل الزمان

Chercheur

عمر عبد السلام تدمري

Maison d'édition

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

فقال له المأمون: السلام عليك. فقال له البدوي: وعليك السلام. فقال له المأمون: أنت من العرب؟ قال البدويّ: من سعد. قال له المأمون: ومن تريد؟ قال: أريد المأمون. قال: فما تريد به؟ قال:/ ٩٤/ أريد المأمون. قال: فما تريد به؟ قال: قد مدحته بأرجوزةٍ. قال المأمون: فأنشِدْني إياها ولك ألف دينار. فقال له البدوي: باركتُكَ، شِعرًا أعمله في الخليفة كيف أُنشِدك إيّاه؟ فتغافل المأمون عنه وقال: أين أنت وأين الخليفة؟ بينك وبينه ماية ألفٍ من نابلٍ ورامح. [و] قال: إنْ أنشدتني الشِعر أعطيتك الألف، وكَفَيْتُك مؤنة الرواح إليه. قال: فأنشده البدوي: مأمون يا ذي (١) المِنَن الشريفهْ ... وصاحب المرتبة المُنِيفَهْ وقائد الكتيبة الكثيفَهْ ... هل لك في أُرجوزةٍ ظريفهْ؟ أظرف من فِقْه أبي حنيفهْ ... لا والذي أنت له خَليفهْ ما ظُلمتْ في أرضنا ضعيفهْ ... أميرُنا مُؤنتُهُ خفيفهْ لم تحتبي (٢) شيئًا سوى الوظيفهْ ... والذيبُ والنعجة في سقيفهْ واللّصُ والتاجرُ فى قطيفهْ قال: فبينما هو ينشد تمام الأبيات، فإذا بالعسكر قد أقبل عليهما، وكلّ يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال: فأبلس البدويّ. فقال له المأمون: أي أخي، لا بأس عليك. فقال/ ٩٥/ له البدويّ: يا أمير المؤمنين، تعرف لُغات العرب؟

(١) كذا. (٢) كذا، وفي الكامل ٥/ ٥٨٢ "وما اقتنى"، والصواب: "لم يجتبِ".

1 / 174