روى الأحوص بن حكيم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم الإدام الخل والزيت)) وروى عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال ((ما اقفر بيت فيه خل)) وروي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قدم عليهم وفد فقرب إليهم طعاما ثم دعا ببصل فقال: كلوا من هذه الفجاء فإنه قلما أكل قوم من فجاء أرض فضرهم ماؤها. وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب القرع. قال أنس: فلم أزل أحبه منذ رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يحبه. وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: ما لقحت رمانة قط إلا بقطرة من ماء الجنة. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال: إذا أكلتم الرمانة فكلوها بشحمها فإنه دباغ للمعدة، وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه كان أحب الثمار إليه البطيخ والرطب، وأحب المرقة إليه القرع. وعن طلحة بن عبد الله عن أبيه قال ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده سفرجلة فألقاها إلي وقال: دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد)) وقال وهب بن منبه: وجدت في بعض الكتب أن البطيخ طعام وشراب، وفاكهة وخلال، وأشنان وريحان، وينضج المعدة، ويشهي الطعام ويصفي اللون، ويزيد في ماء الصلب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((البطاطيخ أربعة: حلو وحامض وطيب ومر. أما الحلو ينبت اللحم، والطيب ينبت الشحم، والحامض يقتل الديدان، والمر يقطع الباسور)).
(قال الفقيه) رحمه الله: يستحب للرجل أن يوسع على أهله في الطعام والشراب فإنه قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إن الله تعالى ليحب البيت الخصيب الواسع)) وقال إبراهيم النخعي: كانوا يحبون مخاصيب الرجال وفي اللباس تجوروا. وقال عمر رضي الله تعالى عنه: أكثروا خير بيوتكم من الطعام والشراب، فرب رجل كثير المال قليل خير البيت. وقال الحسن: ليس في الطعام إسراف: يعني إذا وسع على عياله.
الباب السابع والأربعون: في أكل الثوم
Page 338