149

Le livre des lépreux, des boiteux, des aveugles et des pâles

كتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

فقدمت على النبيّ ﵇ وأسلمت، وقلت: يا رسول الله، إنّي رأيت في سفري هذا إليك رؤيا، قال: وما هي؟ قال: رأيت أتانا لي تركتها في الحيّ، وأنّها ولدت جديا أسفع أحوى [١]، ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض، ورأيت النّعمان بن المنذر في أعظم ما كان ملكه، عليه قرطان ودملجان [٢]، ورأيت نارا أقبلت وهي تقول: لظى لظى [٣]: بصير وأعمى، أطعموني أكلكم [٤] . قال: فحال بيني وبينها ابن لي يقال له عمرو. فقال النبي ﷺ: «أمّا الأتان التى وضعت جديا فهي جارية لك أصبتها فولدت غلاما فانتفيت منه» قال: نعم، فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن منّي» . فدنوت منه فقال لي: «أبك بياض؟» . قال: قلت: نعم والذي بعثك بالحقّ ما رآه إنسيّ علمته [٥] . قال: «وأمّا النّار فإنّها فتنة تكون في بعض الزّمان، وإن متّ أدركت ابنك، وإن مات ابنك أدركتك» وفيه كلام غير هذا [٦] ..
[أبو جهل]
أبو الحسن وغيره عن ابن جعدبة [٧]، قال: كان بأبي جهل برص بأليته وغير ذلك، فكان يردعه بالزّعفران [٨]، فلذلك قال عتبة بن ربيعة [٩]:

[١] السفعة: السواد المشرب حمرة. والحوة: حمرة تضرب إلى سواد.
[٢] الدملج، كعصفر، والدملوج أيضا، كعصفور: حلية تجعل في العضد كالسوار.
[٣] لظى: اسم من أسماء النار، لا تنون ولا تنصرف، للعلمية والتأنيث.
[٤] بعده في سيرة ابن سيد الناس: «أهلكم ومالكم» .
[٥] في سيرة ابن سيد الناس: «ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك» . وفي الإصابة: «ما علمه أحد من الخلق قبلك» . وفي الاستيعاب: «ما علمه أحد قبلك» .
[٦] انظر في الإصابة، حيث تجد بقية تعبير الرؤيا. وفيها أيضا: «فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان» .
[٧] سبقت ترجمته وتحقيق اسمه.
[٨] يردعه: يطليه ويلطخه.
[٩] هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، قتل هو وأخوه شيبة يوم بدر كافرين، وكانا من أشراف قريش-

1 / 159