Le Burhan dans les aspects de l'expression
البرهان في وجوه البيان
Genres
وأما الوحي فإنه الإبانة عما في النفس بغير المشافهة على ايمعني وقعت من إيماء، وإشارة، ورسالة، وكتابة، ولذلك قال الله - عز وجل - # {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} وهو على وجوه كثيرة فمنه الإشارة كما قال الله -عز وجل-: {فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا}، ومنه الوحي المسموع من الملك كقول الله عز وجل: {إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى} ومنه الوحي في المنام، وهو الرؤيا الصحيحة كما قال الله -سبحانه-: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم} ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة" ومنه الإلهام كما قال الله -عز وجل-: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر}، أي ألهمها، ومن الكتاب، ويقال منه: وحيت الكتاب إذا كتبته، قال الشاعر:
(ما هيج الشوق من أطلال [دراسة] ... أضحت قفارا كوحي خطه الواحي)
ويقال منه: وحيث أحي كما يقال: رفيت أفي.
ومن الوحي الإشارة باليد والغمز بالحاجب، والإيماض بالعين كما قال الشاعر:
(وتوحى إليه باللحاظ سلامها ... مخافة واش حاضر ورقيب) # وقال آخر:
Page 114