Le Burhan dans les aspects de l'expression
البرهان في وجوه البيان
Genres
والقبيح من الكلام: ما كان في سفساف الأمور وأراذلها كالنميمة والغيبة، والسعاية والكذب، وإذاعة السر، والنفاق والمكر والخديعة، فكل ذلك قبيح؛ لأنه مذموم الأخلاق ومعيب الأقوال، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها" وذم الله - عز وجل - النميمة فقال: {ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم} وقال عز من قائل في الغيبة: {ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا}، وقال # عز وجل [في الكذب]: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وقال عز وجل في السعاية: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}.
وقال في النفاق: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا}، وقال في المكر: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
وقال في إذاعة السر: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم [لعلمه الذين يستنبطونه منهم]}.
وقال في الخديعة: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}.
فإذا أردت أن تنفي عن نفسك وقولك القبح فانظر ما استقبحته من فعل غيرك وقوله فتجنبه، فإنه القبيح، وما استحسنته منها فاتبعه فإنه الحسن، ولا تسامح نفسك بأن تستحسن منها ما مستقبحه من غيرك فقد قال الشاعر:
Page 204