قلت: قلت : ونكتفي من هذا الحديث بهذه الطرق لأن استقصاء طرقه يؤدي إلى الانتهاز وقد عرفت طرقه مما سبق عن رواية المنصور بالله عن ابن جرير وابن عقدة وذلك عن العامة فكم نرى تكون طرقه مع استقصاء طرق الشيعة، وقد رويناه بحمد الله من طريق أهل البيت وطريق العامة بلفظ: ((تركت فيكم))، و((خلفت فيكم))، وقد دلت هذه الأحاديث على وراثتهم للعلم واستخلافهم ووجوب التمسك بهم ونحو ذلك، فلنعد -إن شاء الله- إلى تمام ما نحن بصدده فنقول:
وعن ابن الإمام(1) من شرح قوله: ((مسألة إجماع العترة فإنه حجة))، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: (( مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك)) أخرجه الحاكم في (المستدرك) (2) عن أبي ذر الغفاري.
وفي رواية أبي عبد الله الجرجاني : ((ومن تخلف عنها غرق)) ثم قال -عليه السلام- بعده: وفي هذا الحديث وأمثاله صريح في نجاة المتبع لهم وهلكة المخالف لهم ولو لم تكن جماعتهم معصومة عن الخطأ لما كان كذلك، ثم قال: وفيه -أي في كتاب المناقب للخطيب ابن المغازلي- وبالإسناد إلى أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق))(3) وفيه بالإسناد إلى ابن عباس [32أ -أ] نحوه مع حذف (إن) من أوله(4)، وفيه بالإسناد إلى أبي ذر نحوه مع حذف (إن) من أوله وزيادة: ((ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال)).
قلت: قلت: أي في كل وقت وزمان.
قال في الصحاح: وقولهم لا أفعله آخر الليالي أي (أبدا وآخر المتون)(5) أي أخر الدهر انتهى.
Page 105