L'atteinte des finalités par l'approximation du livre des branches

Mohammed Khalaf Salama d. 1450 AH
86

L'atteinte des finalités par l'approximation du livre des branches

بلوغ الأرب بتقريب كتاب الشعب

Genres

Soufisme

عن عبد الله بن الجوزي الأسدي حدثني محمد بن السماك قال: دخلت البصرة فقلت لرجل كنت أعرفه: دلني على عبادكم فأدخلني على رجل عليه لباس الشعر طويل الصمت لا يرفع رأسه إلى أحد، قال: فجعلت استنطقه الكلام فلا يكلمني، قال: فخرجت من عنده فقال لي صاحبي: ها هنا ابن عجوز هل لك فيه؟ قال: فدخلنا عليه فقالت العجوز: لا تذكروا لابني شيئا من أمر جنة ولا نار فتقتلوه علي فليس لي غيره؛ قال: فلما دخلنا عليه فإذا عليه من اللباس مثل ما على صاحبه منكس الرأس طويل الصمت فرفع رأسه فنظر إلينا ثم قال: أما ان للناس موقفا لا بد أن يقفوه، قال: قلت: بين يدي من رحمك الله؟! قال: فشهق شهقة فمات؛ قال ابن السماك: فجاءت العجوز فقالت: قتلتم ابني؟! قال: فكنت فيمن صلى عليه رحمه الله تعالى. (1/525-526) عن الحسن بن محمد الهاشمي عن محمد بن السماك قال: كنت أطوف أطلب العباد والزهاد فذكر لي رجل بعبادان قد رفض الدنيا وأقبل على الآخرة جدا واجتهادا فأتيت عبادان فسألت عنه فوصف لي داره فأتيت إلى باب دار كبيرة ليس عليها إلا باب بمصراع صغير فقرعت الباب فخرجت إلي جارية خماسية فقالت: من الطارق بالباب؟ قلت: أنا يا جارية، هذا منزل فلان العابد؟ قالت: نعم، قلت لها: استأذني عليه فإن أنا دخلت عليه وهبت لك درهما! فقالت: يا عبد الله ما رأيت أحدا هو أجهل منك أدخل فما على أبي من حاجب وإنما الحجاب على أبواب الملوك وأبناء الملوك فبهت متعجبا من قولها، ثم دخلت ودخلت معها، وإذا دار قوراء ليس فيها إلا بيت صغير فدخلت البيت فإذا أنا برجل قد نحل من غير سقم وقد احتفر قبرا عند رجليه وقد دلى رجليه فيه وفي يده خوص يشقه وهو يتلو هذه الآية: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) بصوت حزين فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: أمن إخواني أنت؟ قلت : نعم، ولست من أهل البصرة ولا من أهل عبادان؛ قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: فما اسمك؟ قلت: محمد بن السماك، قال: لعلك الواعظ، قلت: نعم؛ قال: فأخذ يدي بيديه جميعا ثم قال لي: مرحبا وحياك الله يا أخي بالسلام ومتعنا واياك في الدنيا بالإخوان؛ يا أخي ما زالت نفسي متطلعة إلى لقائك تحب أن تعرض داءها على دواءك، أعلمك يا أخي أن بي جرحا قديما قد أعيي المعالجين قبلك فتأتاه برفقك وألصق عليه ما تعلم انه يلائمه من مراهمك؛ قال: فعلمت أن الرجل يريد أن أعظه فقلت: يا أخي وهل يداوي مثلي مثلك وجرحي أنغل من جرحك وذنبي أعظم من ذنبك؟! فقال: سألتك بالله إلا ما وعظتني فقلت له: يا أخي قد عملت أن ذنبك الذي أذنبت لم يمح وأن لذاذتك لم تبق وأن الموت يطلبك صباحا ومساء وأنك تصير غدا إلى ضيق اللحود وظلمة القبور ومسألة منكر ونكير فلما قلت له ذلك شهق شهقة [و]خر في قبره يخور كما [يخور] الثور إذا وجي في منحره وأقبلت امرأته وابنته تبكيان من وراء الحجاب وتقولان: سألناك بالله لا تزده شيئا فتقتله علينا؛ فأفاق فقال: يا أخي قد وافق دواءك دائي ولصق مرهمك بجرحي أخي ابن السماك زدني فقلت له: يا أخي إن أهلك وولدك قد حلفوني أني لا أزيدك شيئا فأقبل عليهم [كذا] وقال: إعلم يا أخي انه ليس أحد أشد علي وبالا ولا أعظم جرما مني(1) إذا وقفت بين يدي ربي من أهلي وولدي؛ فقلت: يا أخي ما بعد ظلمة القبور وضيق اللحود ومسألة منكر ونكير إلا الطامة؟! قال: وما هي يا ابن السماك؟ فقلت له: إذا أخذ إسرافيل يعني في نفخ الصور وبعثر ما في القبور وجئنا نحن بأثقالنا نحملها(2) على الظهور فكم يا أخي في ذلك اليوم من مناد ينادي بالويل والثبور؟! وأعظم من ذلك أيضا توبيخ الرب إيانا عند قراءة السيئات التي قد أحصى علي وعليك فيه النقير والفتيل والقطمير، وملائكة متزرون بأزر من نار، غضاب لغضب الرحمن، ينتظرون ما يقال لهم بالغضب: خذوه فغلوه؛ قال: فشهق شهقة فخر في قبره كأنه ثور قد وجي في منحره وبال فعرفت بالبول ذهاب عقله فأقبلت ابنته فاجتذبته وأسندته إلى صدرها ومسحت وجهه بكمها وهي تقول: بأبي وأمي عينين طال ما سهرتا في طاعة الله؛ بأبي وأمي عينين طال ما غضتا عن محارم الله؛ وأفاق فقال لي: عليك السلام يا ابن السماك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؛ وشهق الثالثة فظننت أنها مثل الأوليين فحركته فإذا الرجل قد فارق الدنيا. (1/526-528) عن محمد بن الحسين [البرجلاني] قال: حدثني محرز أبو هارون الضبي قال: كان عندنا رجل بالكوفة يغدو إلى الفرات فلا يزال يبكي حتى يرتفع النهار ثم يرجع فيقيل فإذا صلى انتصب لله فلا يزال مصليا إلى العصر ثم يروح إلى الفرات فيقعد يبكي، قال: فقيل له في ذلك فقال: هذا مطيع لله أجراه برحمته وصيره رزقا لعباده وأنا أعصيه غير خائف ولا متوقع للنقم قال: ثم خر ميتا، قال أبو هارون: فأنا حضرت جنازته وما علمت أن أحدا علم بموته فتخلف عنه. (1/530)

عن منصور بن عمار قال: حججت حجة فنزلت سكة من سكك الكوفة فخرجت في ليلة مظلمة فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول: إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي إياك مخالفتك ولقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك عاقل ولكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي وغرني سترك المرخى علي وقد عصيتك بجهدي وخالفتك بجهلي فالآن من عذابك من يستنقذني وبحبل من اتصل إن أنت قطعت حبلك عني؟! واشباباه واشباباه! فلما فرغ من قوله قرأت من كتاب الله عز وجل (نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد) الآية، فسمعت حركة شديدة لم أسمع بعدها حسا فمضيت فلما كان الغد رجعت في مدرجتي فإذا أنا بجنازة قد وضعت وإذا عجوز كبيرة فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني فقالت: مر ها هنا رجل لا جزاه الله إلا جزاءه مر بابني البارحة وهو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله فلما سمعها ابني تقطعت مرارته فوقع ميتا. (1/530-531)

Page 93