عن المنحل عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عن الأذان كيف كان بدؤه ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسري به إلى السماء نزل إليه جبريل عليه السلام ومعه محمل من محامل الرب تبارك وتعالى ؛ فحمل عليها رسول صلى الله عليه وآله فصعد به إلى السماء واجتمعوا فأمر جبريل فأذن فقال : الله أكبر ، الله أكبر . أشهد أن لا إله إلا الله - الأذان إلى قوله -: حي على الفلاح . حي على خير العمل . ثم أمره فأقام الصلاة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم .
أخبرنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن سعيد ببغداد ، حدثنا محمد بن الغيصي بدمشق ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثني عمي عبد الرزاق الإمام عن معمر بن ثابت :
عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بينا أنا نائم إذ أتاني جبريل فهمزني برجله فاستيقظت فلم أر شيئا . ثم أتاني الثانية فهمزني فاستيقظت فأخذ بضبعي في شيء كوكر الطير فما أطرفت بصري حتى رجعت إلى الأرض فأتى بي مكانا فقال : أتدري أين أنت ؟ فقلت : لا يا جبريل . فقال : هذا بيت المقدس ، بيت الله الأقصى ، إليه المحشر والمنشر .
ثم قام جبريل فجعل سبابته اليمنى في أذنه اليمنى وأذن مثنى مثنى يقول في أحدها :(حي على خير العمل) ، حتى إذا مضى أذانه أقام الصام الصلاة مثنى مثنى وقال في آخرها : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة . [34] فبرق نور من السماء ففتحت به قبور الأنبياء فأقبلوا من كل أوب يلبون دعوة جبريل ، فوافا أربعة آلاف نبي وأربعمائة نبي وأربعة عشر نبيئا ، وأخذوا مصافهم ، ولا أشك أن جبريل سيتقدمنا ، فلما استووا في مصافهم أخذ جبريل بضبعي فقال لي : تقدم يا محمد فصل بإخوانك فالخاتم أولى من المختوم . وذكر بقية الحديث .
Page 44