تصريفه بالصنعة، فإنه يجدها بالقّوة، وأنهم يلاحظون بالمُنَّة (١) والطباع ما لا نلاحظه نحن على طول المباحثة والسماع (٢).
ومن ذلك همزهم مصائب وهو غلط منهم، ومن أغلاطهم قولهم حلأت السَّوِيق، ورثأت زوجي بأبيات واستلأَمْتُ الحَجَر، ولَبّأتُ بالحج (٣).
ومنها إدمانة موضع أدماء في قول ذي الرمة والرجل آدم ولا يقال أدمانه (٤) ومنها دوّمت في الأرض والصحيح دوّي (٥).
وقال ابن فارس: ما جعل الله الشّعراء معصومين يُوَقّوْن الغلط والخطأ، فما صح من شعرهم فمقبول، وما أبته العربية وأصولها فمردود (٦) كقوله:
ألَمْ يأتيكَ والأنْبَاءُ تَنْمِي (٧)
وقوله: لمّا جَفا إخْوانه مُصْعَبًا (٨)
وقوله: قِفا عِنْدَ مِمّا تَعْرِفَان رُبُوع (٩)
فكله غلط وخطأ وقد استوفينا ما ذكرت الرواة أنَّ الشعراء غِلطوا فيه في كتاب "خُضَارَة " وهو كتاب نقد (١٠) الشعر (١١).