Building the Islamic Community

Nabil Al-Samalouti d. Unknown
124

Building the Islamic Community

بناء المجتمع الإسلامي

Maison d'édition

دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة

Numéro d'édition

الثالثة ١٤١٨هـ

Année de publication

١٩٩٨م

Genres

الديانات السابقة عليه وهو يرفض التعصب ويتجاوز الانغلاق الطبقي أو العرقي أو اللوني أو الفئوي، ويقر معيارًا عامًا للتمايز في متناول الجميع، وهو التقوى: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٢]، وورد عن النبي ﷺ قوله: "كلكم لآدم وآدم من تراب" والتربية الإسلامية يتساوى فيها كل البشر، لا يستأثر بها طبقة دون طبقة أو فئة دون فئة، وليس فيها أسرار كما في بعض الديانات والمسلمون يتساوون، ويسعى يذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم من الكفار. ومنذ المرحلة الأولى في العهد المكي والمسلمون قلة قليلة تعد بالأفراد، قلة مطرودة من كل حمى إلا حمى الله سبحانه، محرومة من كل قوة وسلطان أرض إلا سلطان الله الواحد القهار فوق عباده، يقر القرآن الكريم عالمية الدعوة الإسلامية وإنسانيتها، فيقول تعالى في سورة مكية من أوائل السور وهي سورة التكوير: ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٧]، فهي دعوة للعالمين وليس لقريش ولا لأهل مكة، ولكنها لكل البشر، دعوة لا تعرف حدود الوطن أو العنصر أو القبيلة، فهي تخاطب الإنسان كإنسان كائنًا من كان وحيثما وجد.
التربية الإسلامية تجمع بين المحافظة والتجديد ... عاشرًا: التربية الإسلامية بين المحافظة والتجديد: فهي محافظة بالنسبة لمجال المعتقدات وما تقوم عليه من مبادئ سماوية خالدة وتقاليد راسخة وقيم عريضة، وترفض البدع، يقول تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧] وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١] وحذر ﵊ من محدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. وإذا كانت التربية الإسلامية تحافظ على الأصول العقلية والتشريعية، فإنها تدعو إلى التجديد من أجل الوفاء

1 / 140