Études sur les nations et les sectes

Jafar Al-Subhani d. 1450 AH
94

Études sur les nations et les sectes

Genres

نواة لكثير من القصاصين والوضاعين الذين نسجوا على منوالهم ونقلوا كل ما سمعوه من غث وسمين باسم الدين ، ولأجل ذلك نجد كثيرا من كتب التفسير والتاريخ والحديث حتى ما يسمى بالصحاح والمسانيد ، مملوءة بالإسرائيليات والمسيحيات بل والمجوسيات.

يقول « جولد تسيهر » في هذا المضمار في كتابه « العقيدة والشريعة » : هناك جمل أخذت من العهد القديم والعهد الجديد وأقوال للربانيين ، أو مأخوذة من الأناجيل الموضوعة وتعاليم من الفلسفة اليونانية ، وأقوال من حكم الفرس والهنود ، كل ذلك أخذ مكانه في الإسلام عن طريق الحديث إلى أن قال : ومن هذا الطريق تسرب كنز كبير من القصص الدينية حتى إذا ما نظرنا إلى الرواة المعدودة من الحديث ونظرنا إلى الأدب الديني اليهودي ، فإننا نستطيع أن نعثر على قسم كبير دخل الأدب الديني الإسلامي من هذه المصادر اليهودية. (1)

نحن لا نصدق هذا المستشرق الحاقد على الإسلام في كل ما يقول ويقضي ، إلا أننا نوافقه في أن ما يؤثر عن أمثال كعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وتميم الداري ، وعبد الملك بن جريج وغيرهم ، من الإسرائيليات ، ليس من صلب الإسلام وحديثه. والعجب أن هذه الجماعة لم تتمكن من إخفاء نواياها السيئة ، فترى أن اليهودي منهم ينقل فضائل موسى ويرفعه فوق جميع الأنبياء ، كما أن النصراني منهم أخذ يرفع مقام المسيح عليه السلام على جميعهم ويصفه بالعصمة وحده دون غيرهم.

نعم ليس كل ما ورد في الشريعة الإسلامية ووافق التعاليم اليهودية والنصرانية ، مأخوذا من كتبهم لأن الشرائع السماوية واحدة في جوهرها متحدة في أصولها ، وبينها مشتركات كثيرة والاختلاف إنما هو في الشرعة والمنهاج لا في الجوهر واللباب ، قال سبحانه : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ). (2)

Page 98