Les océans abondants dans les sciences de l'au-delà

Muhammad ibn Ahmad al-Safarini d. 1188 AH
79

Les océans abondants dans les sciences de l'au-delà

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

Chercheur

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

أزال أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم. فقال اللهُ ﷿: بعزتي وجلالي لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفروني" (١). فلا ريب أنّ حسن الظن بمن خلق فسّوى، وقدّر فهدى، وهو ﷾ مستغني عنا، وعن عملنا، وعن تعذيبنا، وعقابنا من أعظم ما نتقربُ به إليه، ومن أجزل ما نتوجه به عليه، وأيّ عبادة أعظم من حسن ظنّنا بربّنا، مع خوف أن يعاملنا بعدله. فالعاقل يكون بين الرّجاء والخوف؛ لكن يغلِّب الرّجاء عند الاحتضار، ويحسن الظّنّ ثَمَّ بالكريم الغفّار، ويستحضر أنه قدم على أكرم الأكرمين، إذْ هُو الكريم الستار. ولذا لمّا قال ذلك الفتى لعمّه، وهو يعنّف فيه، فواللهِ للهُ أرحمُ بي من والدتي، فلما قُبِض الفتى ودفنه عمّه، ثم نظر في قبر الفتى لإصلاح بعض شأنه، فإذا بالقبر قد مُلئَ نُورًا مِن كَرم الله ﷾، وفُسح لَه مَدّ البصر. وحكي في الأخبار أن الإمام أحمد ﵁ لمَّا حضرته الوفاة قال لولده عبد الله: ألق عليّ أحاديثَ الرجاء. واعلم أن للموت سكرات، وأن الأعضاء يُسلمّ بعَضُها على بَعض قال الله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ [ق: الآية ١٩] وقال: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾ [الأنعَام: الآية ٩٣] وقال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ [الواقِعَة: الآية ٨٣]

(١) رواه أحمد ٣/ ٢٩ و٣/ ٤١، وأبو يعلى (١٢٧٣) و(١٣٩٩)، والبغوي (١٢٩٣) وهو حسن بمجموع طرقه.

1 / 46