Les océans abondants dans les sciences de l'au-delà

Muhammad ibn Ahmad al-Safarini d. 1188 AH
138

Les océans abondants dans les sciences de l'au-delà

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

Chercheur

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

والراحة والنعيم والإطلاق وما أشبه حالها في هذا البدن بحال الجنين في بطن أمه، وحالها بعد المفارقة، بحاله بعد خروجه من البطن إلى هذه الدار. قال: فلهذه الأنفس أربع دور، وكُلُّ دار أعظمُ من التي قبلها: الدارُ الأولى: بطن الأم، وذلك الحَصْرُ والضيق و(العجز) (١) والظلماتُ الثلاث. الدار الثانية: هذه الدار التي نشأت فيها وألفتها واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة، والشقاوة. الدار الثالثة: دار البرزخ وهي أوسع من هذه الدار وأعظم، بل نسبتها إليها كنسبة هذه الدار إلى الأولى. الدار الرابعة: دارُ القرار إلى الجنة أو النار فلا دار بعدَها والله ﷾ ينقلها في هذه الدار طبقًا بعد طبق، حتى يبلغها إلى الدار التي لا يصلح لها غيرها، وهي التي خُلقت لها، وهُيئت للعمل الموصل لها إليها؛ ولها في كل دار من هذه الدّور حكم وشأن، غير شأن الدار الأخرى، فتبارك الله فاطرها، ومنشيها ومميتها، ومحييها، ومسعدها ومشقيها، فهو الذي فاوت بينها في درجات لمسعادتها وشقوتها كما فاوت بينها، في مراتب علوها وأعمالها، وقواها وأخلاقها، فمن عرفها كما ينبغي، شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده

(١) فى (ب)، و(ط): (الغم).

1 / 105