Bugyat al-wuʿat fi tabaqat al-lugawiyyin wa-l-nuhat

Galal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
13

Bugyat al-wuʿat fi tabaqat al-lugawiyyin wa-l-nuhat

بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة

Chercheur

محمد أبو الفضل إبراهيم

Maison d'édition

المكتبة العصرية

Lieu d'édition

لبنان / صيدا

١٦ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن المفرج الأوسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الدّباغ قَالَ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ وحيد عصره فِي حفظ مَذْهَب مَالك، وَفِي عقد الوثائق وعللها عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب وَالْكِتَابَة وَالشعر والتاريخ كثير البشاشة والانقباض، طيب النَّفس جميل الْعشْرَة، شَدِيد التَّوَاضُع، صبورًا على المطالعة، سهل الْأَلْفَاظ فِي تَعْلِيمه. أَخذ عَن وَالِده وَأبي الْحسن الدباج وَغَيرهمَا، وأقرأ بِجَامِع غرناطة مُدَّة. وَمَات برندة يَوْم الْجُمُعَة مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة. ١٧ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي نصر الإِمَام أَبُو عبد الله بهاء الدّين ابْن النّحاس الْحلَبِي النَّحْوِيّ شيخ الديار المصرية فِي علم اللِّسَان ولد فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجمال ابْن عمرون، والقراءات عَن الْكَمَال الضَّرِير، وَسمع الحَدِيث من ابْن اللتي وَابْن يعِيش وَأبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَطَائِفَة، وَدخل مصر، وَأخذ عَن بقايا شيوخها، ثمَّ جلس للإفادة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وفضلاء الْأَدَب. وَكَانَ من الأذكياء، وَله خبْرَة بالْمَنْطق وإقليدس وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. وَهُوَ مَشْهُور بِالدّينِ والصدق وَالْعَدَالَة، مَعَ اطراح الكلفة وَصغر الْعِمَامَة، حسن الْأَخْلَاق، فِيهِ ظَرف النُّحَاة وانبساطهم، وَله صُورَة كَبِيرَة فِي صُدُور النَّاس. وَكَانَ بعض الْقُضَاة إِذا انْفَرد بِشَهَادَة حكمه فِيهَا وثوقًا بِدِينِهِ. وَكَانَ مَعْرُوفا بِحل المشكلات والمعضلات، وَله أوراد من الْعِبَادَة والتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة، ثِقَة حجَّة، يسْعَى فِي مصَالح النَّاس، واقتنى كتبا نفيسة، وَلم يتَزَوَّج، وَلم يَأْكُل الْعِنَب قطّ، قَالَ لِأَنِّي أحبه

1 / 13