Les Misérables dans les Âges de l'Islam
البؤساء في عصور الإسلام
Genres
ابن حزم
هو «أبو محمد الظاهري» الإمام العلامة، والبحر الفهامة، إمام وقته، ووحيد عصره، منبع العلوم والمعارف، واللطائف والطرائف، وصاحب المعقول والمنقول، حجة العلماء الحافظ المجتهد. كان رحمه الله من النوابغ الأعلام، وفحل من فحول الكلام، المشهود لهم بلا جدال. ولشدة نبوغه وذكاء عقله، وتفوقه على من عداه بالعلم والأدب، كان كثير الوقوع في العلماء؛ فاتفق عدد عظيم من معاصريه على بغضه وتضليله، وشنعوا عليه، وخطلوا في ذمه حتى نفروا قلوب الناس منه، وقاطعوه ومانعوه، وما اكتفوا بذلك حتى وشوا به إلى الخليفة؛ فأقصاه من البلاد، وأصدر أمره إلى الولاة بطرده من إمارتهم، وأن يحذروا العامة عن الدنو منه؛ فخرج رحمه الله من دياره شريدا طريدا، ولما انتهى إلى بادية فلاة توفي بها سنة «456 هجرية»، ووجدوا تحت رأسه جعبة وضع فيها مؤلفاته، ولما قرئت بمعرفة لجان تأسست لدرسها تاهوا في بحر علمه، وقدروا له حق قدره. وكانت مؤلفاته سببا في رفع ذكره مادامت الأرض وامتدت القرون إلى يوم العرض.
وكان رحمه الله على حالة لا تسر حبيب، حتى إن البؤس قد اعترضه طول أيام حياته رحمه الله. ا.ه.
أبو الحسن التهامي
أبو الحسن علي بن محمد التهامي، كان عالما أديبا وشاعرا مجيدا، تشبه بعادة الشعراء أمثاله؛ فطاف البلاد متوسلا بشعره مستجديا بقصائده، فمر بالعراق وفارس والشام وسائر الأقطار الشرقية، حتى انتهى إلى مصر مستخفيا ومعه كتب كثيرة من حسان بن مفرج بن دغفل البدوي، وهو متوجه إلى «بني قرة»؛ وهي بلدة بصعيدي مصر بمديرية أسيوط، فظفروا به فقال: أنا من بني تميم. فلما انكشف حاله عرف أنه التهامي الشاعر المشهور؛ فاعتقل في خزانة البنود وهو سجن بالقاهرة، وذلك في اليوم السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة «416 هجرية»، ثم قتل سرا في سجنه في اليوم التاسع من شهر جماد الأول سنة «416 هجرية».
ومن محاسن شعره:
سأنفق ريعان الشبيبة آنفا
على طلب العلياء أو طلب الأجر
أليس من الخسران أن لياليا
تمر بلا نفع وتحسب من عمري
Page inconnue