153

Brothers, Oh Brothers

الأخوة أيها الإخوة

Maison d'édition

المكتبة الإسلامية

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

يقول: " اجتماع الإخوان قسمان: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنَّه يفسد القلب ويضيع الوقت. والقسم الثاني: اجتماع على التعاون على أسباب النجاة والتواصي على الحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها " ولذلك كانت مجالس السلف مجالس ذكر وموعظة، مجالس يزداد فيها الإيمان، وتتصل القلوب بالرحمن، انظر كيف كان السلف يلتقون لنحاكيهم: " جاء سفيان الثوري إلى الفضيل بن عياض فتذاكرا وبكيا، وهذا هو الشاهد، جلس كل واحد يذكر الآخر حتى فاضت عيناهما. فقال سفيان للفضيل: إنِّي لأرجو ألاَّ نكون جلسنا مجلسا أعظم بركة من هذا المجلس. فقال الفضيل: ولكني أخاف أن لا نكون جلسنا مجلسا أضر علينا منه. فقال سفيان: ولِمَ يا أبا علي؟ قال: ألست قصدت إلى أحسن حديث فحدثتني به، وقصدت أنا إلى أحسن حديث فحدثتك به، فتزينت لي وتزينت لك. فبكى سفيان أشد من بكائه الأول، وقال: أحييتني أحياك الله ". أسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا. إخوتاه .. كن على فطرتك وسليقتك وأنت تلاقي أخاك. قال بعض السلف: خير أصحابي من لا يتكلف لي، ولا أتحشم معه فأكون معه كما أكون وحدي. فلا شك أنَّ التكلف سيورث نوعا من الرياء والتصنع، بل كن على سجيتك،

1 / 171