Livre de l'Apocalypse
كتاب الرؤيا
Maison d'édition
دار اللواء
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٢هـ
Genres
ومنها ما رواه ابن جرير عن عطاء في قوله: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال: «هي رؤيا الرجل المسلم يبشر بها في حياته».
ومنها ما رواه ابن جرير أيضًا عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: «الرؤيا من المبشرات».
ومنها ما رواه ابن جرير أيضًا عن يحيى بن أبي كثير في قوله: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال: «هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له». وهذه الآثار لها حكم الرفع وقد تقدمت بألفاظها في الأحاديث المرفوعة.
فصل
في ذكر فوائد الأحاديث التي تقدم ذكرها
وقد اشتملت الأحاديث التي تقدم ذكرها على فوائد كثيرة وأمور مهمة من آداب الرؤيا وما يتعلق بها من الأحكام.
الأولى: تعظيم شأن الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وبيان أنها من المبشرات التي يبشر بها المؤمن في حياته كما أخبر الله بذلك في قوله: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ﴾. قال ابن العربي المالكي: معنى صلاحها استقامتها وانتظامها. انتهى.
الثانية: أن الرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة، وقد اختلفت الروايات في تحديد هذا الجزء كما تقدم، وكثرت أقوال العلماء في توجيه الروايات بما لا طائل تحته ولا فائدة في ذكره. وقد قال ابن العربي المالكي في "عارضة الأحوذي": القدر الذي أراده النبي ﷺ أن يبيّن أن الرؤيا جزء من النبوة في الجملة لنا لأنه اطلاع على الغيب، وذلك قوله: «لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات» وتفصيل النسبة تختص به درجة النبوة. وقال أيضًا وأنا موعز إليكم أن لا تتعرضوا لأعداد الشريعة فإنها ممتنعة عن إدراكها في متعلقاتها. انتهى.
وقال الخطابي في الكلام على قوله ﷺ: «رؤيا المؤمن جزء من ستة
1 / 19