قذائف الحق
قذائف الحق
Maison d'édition
دار القلم
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Lieu d'édition
دمشق
Genres
" وكلم الله نوحًا وبينه معه قائلًا:.. أقيم ميثاقى معكم فلا ينقرض كل ذى جسد أيضًا بمياه الطوفان، ولا يكون أيضًا طوفان ليخرب الأرض، وقال الله: هذه علامة الميثاق الذى أنا واضعه بينى وبينكم وبين كل ذوات الأنفس الحية التى معكم إلى أجيال الدهر، وضعت قوسى فى السحاب فتتكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض وتظهر القوس فى السحاب.. فمتى كان القوس فى السحاب أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديًا بين الله وبين كل نفس حية فى كل جسد على الأرض.. " (الاصحاح التاسع من سفر التكوين)
هذا هو التفسير لقوس قزح، وتحلل اللون الأبيض إلى عناصره المعروفة بألوان الطيف، كما شرح ذلك علماء الطبيعة.. قوس قزح هى قوس الله يبرزها فى الأفق إشارة إلى العهد الذى أخذه على نفسه كى لا يغرق الأرض مرة أخرى، إنه يرى هذه القوس فيتذكر، حتى لا يتورط فى طوفان آخر!!
ورأيى أن الطوفان القديم كان عقوبة لقوم نوح وحدهم، وأنه ليس غرقًا استوعب سكان القارات الخمس. فما ذنب هؤلاء المساكين ونوح رسالته محلية لا عالمية، اللهم إلا إذا كان المعمور يومئذ من هذا الكوكب ديار نوح وحسب.
وأيًا ما كان الأمر، فإن وصف الله بالضيق لما ارتكب من إغراق الأرض، وتعهده ألا يفعل ذلك، أمر يليق بالخلق لا بالخالق.. بالناس لا برب الناس.
على أن هذه القصة أيسر من دعوة الله إلى ضيافة نبيه إبراهيم، لقد قدم الله فى شكل رجل مع اثنين من ملائكته، وأقام لهم إبراهيم وليمة دسمة، فأكلوا منها جميعًا!!
وكان إبراهيم حريصًا على إحراز هذا الشرف، شرف أن يأكل الله فى بيته، فلما لبى الله الدعوة أسرع الرجل الكريم فى إعداد مائدة مناسبة! وهاك القصة كما رواها سفر التكوين:
" وظهر له الرب.. ونظر وإذا ثلاثة رجال.. وقال: يا سيد (يقصد الله) إن كنت
1 / 24