123

Accusations, erreurs et contradictions de Bodley dans 'Le Messager' : une étude critique de la vie de Muhammad

مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه الرسول، حياة محمد دراسة نقدية

Maison d'édition

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genres

ثابت بن قيس بن الشماس وثب على صفوان بن المعطل، حين ضرب حسانًا، فجمع يديه إلى عنقه بحبل، ثم انطلق به إلى قومه دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة، فقال له: ما هذا؟ قال: أما أُعَجِّبُك ضرب حسان بالسيف! والله ما أراه إلا قد قتله، قال له عبد الله بن رواحة: هل علم رسول الله ﷺ بشيء مما صنعت؟ قال: لا والله، قال: لقد اجترأت، أطلق الرجل، فأطلقه، ثم أتوا رسول الله ﷺ فذكروا ذلك له، فدعا حسان وصفوان بن المعطل، فقال ابن المعطل: يا رسول الله: آذاني وهجاني، فاحتملني الغضب فضربتُه، فقال رسول الله ﷺ لحسان: أحسِنْ يا حسان، أَتَشَوَّهْت (١) على قومي، أن هداهم الله للإسلام، ثم قال: "أحسن يا حسان في الذي أصابك، قال: هي لك يا رسول الله". وقال ابن إسحاق (٢): إن رسول الله ﷺ أعطى حسانًا عوضًا عن تلك الضربة بيرحاء، وهي قصر بني حُديلة. اليوم بالمدينة، وكانت مالًا لأبي طلحة ابن سهل، تصدق بها إلى رسول الله ﷺ.. وأعطاه سيرين، أمة قبطية، أخت مارية ﵂، فولدت له عبد الرحمن. إن المتأمِّلَ لشعر حسانَ الذي ذكرناه وخبر المصالحة التي عقدها الرسول ﷺ بين حسان وصفوان، ومنح الرسول ﷺ سيرين وبيرحاء لحسان، يدل على أن حسانًا لم يقل شعرًا لاذعًا في حديث الإفك يسيء إلى النبي ﷺ وعائشة

(١) أتشوهت: أقبحت ذلك من فعلهم حين سميتهم بالجلابيب من أجل هجرتهم إلى الله ورسوله؟ (٢) ابن هشام (٣/٤٢٣-٤٢٤)، وإسناده منقطع.

1 / 123