وطبعًا الذي يعنيه الرسول ﷺ وقاضي المدينة ليس الذي يصل إلى درجة الخمر المسكرة، لأن أي مسكر حرام في الشريعة الإسلامية، كثر أو قل. روي أن امرأة قالت لعائشة ﵂: نجعل التمر في الكوز، فنطبخه نبيذًا، فنشربه، فقالت عائشة: "اشربي ولا تشربي مسكرًا" (١)، وقالت عائشة: كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب (٢) فألقيه في إناء فأمرسه ثم أسقيه النبي ﷺ (٣) .
٤٧- ويزعم بودلي بأن محمدًا رسول لا نبي
ويعلل هذا بقوله: "وكلمة نبي تعني ناصحًا أو هاديًا - وإن كان محمد ينعت بها أحيانًا - إلا أن رسول الله هي الصفة الصحيحة التي ينعت بها، فهي التي تعني صاحب الرسالة" (٤) .
إن هذه الفتوى البودلية لا تستند إلى تفسير صحيح لصفة النبوة. فمعروف أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا. ومحمد ﷺ نبي ورسول، فعندما قال البراء بن عازب ﵁:"ورسولك الذي أرسلت"، رد عليه الرسول ﷺ مصححًا، فقال: "ونبيك الذي أرسلت" (٥) .