7
قلب إنساني جامع لما يعوزه من صفات إنكار الذات، بل قدرتها العاطفية على استيعاب كل أمر تختاره، ولم تكن ابنة صغيرة لديه، وإن كانت دونه سنا بتسع سنين، ودون تجربة بمائة سنة، بل هي رفيقة تدع له أمر القيادة، وترضى بآرائه وتقاسمه همومه وآلامه وهزوءه وازدراءه، وهي تساويه تحديا تقريبا وإن كانت أقل منه عجبا، وهي لينة الجانب في المنزل، وهي شديدة الخصام، وهي منسجمة النغم مع الحشمة، وهي غضوب مثله على الأعداء، ولكن باتزان لا عهد له به.
وفيما يلوح أن حنة تنال حظوة بسرعة في أثناء تلك الرحلة بجبال الهارز، وفيما «يعجب بسمارك بأنسها ودلالها» كان يتبادل الحديث هادئا هو وماري التي هي أنضج وأكبر عقلا وأرق قلبا منها فتلقي ماري نورا على ذلك في مذكرتها بقولها: «هو يحب العزلة، هو ينشد الراحة، هو يحاول كل شيء على غير جدوى.»
فهذا هو استسلام رجل يعرف أن خياره قد يسوقه إلى السعادة، ولكن مع دلالته على الإقلاع والعدول، وبمثل هذه المشاعر يقتحم بسمارك سياج الزواج.
ومع ذلك تبصر نور القمر، وتبصر صفاء، وتبصر مغارة وهامة،
8
وهو يدعو إلى تناول رحيق الشنبانية دوما، وهو يؤدي بدل كل شيء، وهو يقوم بتنظيم كل شيء، ويعود إلى الدار، ويأخذ رسائل من بلانكنبرغ حول هدايته فتؤثر هذه الرسائل فيه فيبدأ بتلاوة التوراة ويحدث عن الرب بتحفظ، ويكتب رسالة حول موضوع حنة فيذكر فيها أنه لا يخاطر بنفسه بعد الآن، وتكتب تلك الرسالة التي أتلفت مع غيرها باللغة اللاتينية، وذلك مداراة للسيدة إذا ما وقعت في يدها.
وتنتشر النزلة الوافدة
9
في بوميرانية فجأة، فيموت بها أخو ماري، وتمرض بها أم ماري فتلزم فراشها، وتمرضها ماري، فتكتب إلى بسمارك ذات ليلة كتابا وديا، تدعوه فيه إلى الحضور بسرعة، وتموت الأم ويأتي، وتدور أحاديث طويلة، وتقام صلوات في المساء، فلا يركع مع الآخرين، ولكنه يبدو كثير الخشوع، ثم تمرض ماري نفسها فتصاب بنوبات إغماء، وترسل إليه وتخبره بأنه أنى
Page inconnue