6
التي تود المجيء إليها، لحملني ذلك على عدم تركها!» وبسمارك يضع اعتزاله نصب عينيه مع ذلك، ناظرا إلى حقد أوغوستا وضعف ولهلم.
ويكتب بسمارك إلى أخته قوله: «إن التحول روح الحياة. ولي أمل في أن أشعر بالشباب فأصبح كما كنت عليه في سنة 1848 وسنة 1849، ولو رأيت من المتعذر أن يجمع بين شأن الرجل الدبلمي والرجل النبيل، مع ما في ذلك من إمكان الإنفاق عن سعة، ما ترددت في الاختيار دقيقة، ولدي ما يكفي لعيشي، وإذا ما حفظ الله لي صحة زوجي وأولادي في الحال والمستقبل لم أبال بما يكون، وإذا مرت سنون ثلاثون لم أكترث لما أمثله الآن من دور دبلمي أو دور مالك ريفي، وما أبصره من نضال فعال شريف بغير قيود رسمية، أو بغير سراويل الاستحمام السياسية، فذو سحر كنظام الكمأة والبرقيات والصلبان الكبرى، ويقول الممثل الروائي: إن كل شيء ينتهي في الساعة التاسعة.» ويدور حديث حول نقله إلى سان بطرسبرغ، فيقول: «إذا نظرنا إلى الأمر من الوجهة السياسية قلنا: إن الجو سيئ هنالك، ولكنني أنتظر ذلك ثابت القدم لابسا جلد الدب مع بطارخ
7
وختل
8
الأيل!»
9
وفيما ينتظر بسمارك وقته تجد في تلك الرسائل إعلانا وضمانا. وفي الحقيقة لا تجد بحثا حول رجوعه إلى شونهاوزن وإن كان يزمجر شوقا إلى ذلك في الحين بعد الحين، فقد قضي الأمر، وكل ما يبغيه إذا ما خسر منصبه الراهن هو أن يعود إلى النضال في المجلس لإمكان تغير كل شيء في بضع سنين، أفلم يزد عمر الوصي على الستين سنة وإن كان دون الملك سنا؟ وهل تعيش أوغوستا مخلدة؟ والآن تحمل أوغوستا زوجها على تعيين أصدقائها الأحرار، ويعزل بسمارك ويرسل أوزدوم وزوجته الغريبة الأطوار إلى فرانكفورت، ثم يقصى بسمارك إلى سان بطرسبرغ. ولم يكد بسمارك يعلم نصيبه حتى رأى إنذار الوصي على العرش، وعرض الوضع عليه بكل صراحة - كما رواه بنفسه: «فمن المؤسف أن يبطل بلا سبب معقول عمل رأس المال الذي جمعته في ثماني سنين بفرانكفورت مستعينا بمعرفتي الرجال والأحوال، وسيغدو من اللغو وجود فون أوزدوم هنالك بفعل زوجته.»
الوصي على العرش :
Page inconnue