Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

Syed Sulaiman Nadvi d. 1373 AH
118

Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

Chercheur

محمد رحمة الله حافظ الندوي

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى / ١٤٢٤ هـ

Année de publication

٢٠٠٣ م

Genres

كما أن عائشة هي التي روت حديث فضل أهل البيت الذي يعتبر من أعظم مناقب فاطمة (ض). والحديث الآتي يبين لنا مدى علاقتها الوطيدة مع فاطمة (ض)، وثنائها عليها في الوقت نفسه، تول: كن أزواج النبي ﷺ عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله ﷺ شيئا، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية، فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله ﷺ من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله ﷺ سألتها ما قال لك رسول الله ﷺ؟ قالت: «ما كنت أفشي على رسول الله ﷺ سره، قالت: فلما توفي رسول الله ﷺ قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله ﷺ، فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما راى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت» (١). هذا الحديث خير دليل على حسن علاقتهما الوطيدة، وكما نعلم أن هذا الحادث جرى في آخر عمر فاطمة (ض)، فاتضح من ذلك أن قضايا الميراث وفدك لم تؤثر شيئا على علاقتهما الطيبة، ولم تدفع إلى حدوث أي توتر في الصلة التي تجمعهما بكل صدق وإخلاص، كما أنه لم يعهد منهما شيء من

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب برقم ٣٦٢٤، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٥٠ واللفظ له، والترمذي في سننه كتاب المناقب برقم ٣٨٧٢، وابن ماجه في سننه كتاب ما جاء في الجنائز برقم ١٦٢١.

1 / 124