وصخور الجبل، وتنداح
6
في سهول البادية صدى متصل الرنين، يفزع ويرهب ويقطع علائق القلوب.
وكانوا يحملون في الحرب سيوفا بلا أغماد، إذ كانوا لا يخرجون بها من المعركة إلا محطمة من طول الضراب!
وجلس ثلاثتهم ذات ليلة من ليالي العطلة في بعض مضارب الجند يسمرون، كعادتهم كلما سكن غبار الحرب، وأخذوا في لون من ألوان المفاخرة بما أتوا من أعمال البطولة في حرب الروم، فراح كل منهم يحصي ما في جسده من آثار الجراح، لا يكادون يستقصونها إحصاء وعدا، وبدا الأنطاكي أكثرهم آثار جراح، فقال ابن بخت معجبا: لله ما أبليت يا أبا محمد في سبيل الله، إنك لبطل!
قال النعمان: إنه لأعلى منزلة مما تصف يا أبا عبيدة؛ إنه لبطال.
7
وضحك الثلاثة ضحكا عريضا، ترددت أصداؤه في مضارب الجند، وصار اسمه من يومئذ: أبا محمد البطال،
8
لا يكاد يعرفه أحد إلا به.
Page inconnue