18
وقد أوصاه به أبوه قبل مصرعه، فما أحراه أن يحفظ وصاة أبيه في عبد العزيز ليحفظ بنوه وصاته؟ ...
فلتكن ولاية العهد إذن للوليد بن عبد الملك وعمه عبد العزيز بن مروان جميعا.
ولكن عبد العزيز لا يلبث أن يجيء نعيه من مصر، وتنحل العقدة المستعصية، فيجعل عبد الملك عهده من بعده لولديه: الوليد، ثم سليمان، ابني ولادة العبسية.
وتتم البيعة للأميرين، ويحلف لهما بنو مروان وبنو أمية جميعا، ثم تؤخذ لهما البيعة من الأمصار ...
ويؤوي عبد الملك إليه أولاده ليقول لهم: «يا بني عبد الملك، أوصيكم بتقوى الله، فإنها عصمة باقية، وجنة
19
واقية، وليعطف الكبير منكم على الصغير، وليعرف الصغير منكم حق الكبير، مع سلامة الصدور، والأخذ بجميل الأمور، وإياكم والفرقة والخلاف؛ فبهما هلك الأولون، وذل ذوو العز المعظمون، وانظروا مسلمة، فاصدروا عن رأيه؛ فإنه بابكم الذي منه تعبرون، ومجنكم
20
الذي به تستجنون، وكونوا بني أم بررة،
Page inconnue