Début du théâtre documentaire en Égypte : La pièce Al-Azhar et l'affaire Hamada Pasha comme exemple
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Genres
ويستمر الحوار بعد ذلك على مدار أربع صفحات حول تصرفات هذه الأميرة وتصرفات أميرة أخرى لم يذكر المؤلف اسمها.
الأميرة نازلي فاضل هانم.
وربما تضمين هذا الموضوع من قبل المؤلف في مسرحيته والإسهاب فيه - رغم عدم علاقته المباشرة بقضية الاعتصاب وعدم وجوده في الصحف في تلك الفترة - راجع إلى شيوعه بين الناس في ذلك الوقت، وربما كان الحديث به سرا على اعتبار أنه مساس بالأسرة الحاكمة، فأراد المؤلف أن يجعل منه تكأة فنية باستخلاص وجه الشبه الرابط بين الأمور، حينما تتردى وتسوء الأحوال، وتفتعل الأحداث للتدخل في شئون البلاد من قبل الغرباء، أو ربما لبيان عدم اكتراث ذوي الأمر بالموضوع. ومن المحتمل أن ذكر هذا الأمر في المسرحية وغيره من الأمور التي تمس الخديوي شخصيا كان من أهم الأسباب التي جعلت الحكومة تمنع تمثيل هذه المسرحية. (د) أسس المسرح التسجيلي بين التنظير والتطبيق
وصلت الدراسة من خلالها خطواتها السابقة إلى قناعة بأن مسرحية «الأزهر وقضية حمادة باشا»، التي نشرت في مصر عام 1909، هي مسرحية تسجيلية؛ ينطبق عليها تعريف المسرح التسجيلي، وتحمل بين طياتها معظم - إن لم يكن كل - سمات المسرح التسجيلي التي جاءت في الدراسات التنظيرية المنشورة - ابتداء من ستينيات القرن الماضي - عن المسرح التسجيلي.
وإذا نظر إلى الدراسات السابقة التي تحدثت تنظيريا عن المسرح التسجيلي - كما جاءت في الدراسة - سيلاحظ أن الألمان قاموا بكتابتها، وترجمها العرب وأفادوا منها في معظم دراساتهم عن المسرح التسجيلي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسات - سواء الألمانية أو العربية - أجمعت على أن المسرحيات التسجيلية التي كتبت منذ أول ستينيات القرن الماضي كتبها الألمان، وكانت تدور حول موضوعات منها: جرائم النازية، ومجزرة إندونيسيا، ومشكلة الشرق الأوسط، ومقتل جون كنيدي، والتدخل العسكري ضد أنجولا وموزمبيق، والتفرقة العنصرية في أميركا وجنوب أفريقيا ... إلخ هذه الموضوعات.
125
وإذا طرحت الدراسة سؤالا يقول: لماذا قام الألمان بكتابة مسرحيات تسجيلية تدور حول هذه الموضوعات على وجه الخصوص، ولا تدور حول غيرها؟ فستأتي الإجابة من بيتر فايس - صاحب أول دراسة تنظيرية منشورة عن المسرح التسجيلي - قائلا: إن الكتاب الألمان تعرضوا إلى مثل هذه الموضوعات لأنها موضوعات لا ينظر إليها إلا كجريمة من طرف واحد فقط.
126
وبناء على ذلك تقول الدراسة: ألم يقم حسن مرعي في كتاباته المسرحية باختيار موضوعات لا يمكن النظر إليها إلا على اعتبار أنها جريمة من طرف واحد؟! ألم يكتب «حادثة دنشواي» عام 1906 باعتبارها جريمة من طرف الاحتلال الإنجليزي في شخص اللورد كرومر ضد الشعب المصري؟ ألم يكتب مسرحيته «الأزهر وقضية حمادة باشا» عام 1909 باعتبارها جريمة من السلطة في شخص خليل حمادة باشا ضد طلاب الأزهر؟!
وإذا عادت الدراسة مرة أخرى إلى موضوعات المسرحيات التسجيلية التي كتبها الألمان؛ فسيلاحظ عليها أنها موضوعات بعيدة مكانيا عن مؤلفيها! فأين مكان إندونيسيا والشرق الأوسط وأميركا وأنجولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا ... من الكتاب الألمان؟! ويجيب على ذلك بيتر فايس أيضا قائلا: إن مؤلف المسرح التسجيلي لا يوجد في مركز الأحداث، ولكنه يأخذ موقف المراقب والمحلل.
Page inconnue