Début du théâtre documentaire en Égypte : La pièce Al-Azhar et l'affaire Hamada Pasha comme exemple
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Genres
وهذا الأمر يحسب للمؤلف؛ لأنه سجل في مسرحيته نصوصا من خطب الأزهريين يستفاد منها في الدراسات الأدبية والتاريخية.
خامسا: التلخيص:
قام حسن مرعي بتلخيص بعض الأمور الخاصة بقضية اعتصاب الأزهريين، ومن أهمها مطالبهم الحقة؛ فقد ذكرت الصحف هذه المطالب
108
التي وصلت إلى ثمانية عشر مطلبا، وأسهبت في توضيحها. وقد أوردت الدراسة أهمها فيما سبق. وبالرغم من ذلك لم يذكر منها حسن مرعي إلا ثلاثة مطالب فقط، جاءت على لسان خطيبين معتصبين.
قال الخطيب الأول عن نظام الأزهر المعمول به قبل الاعتصاب: «... إن العلوم وزعت بطريقة غير معقولة، فأنيطت الدروس بالعلوم المهمة لأساتذة غير أكفاء فيها ... وزيد في عددها عن ذي قبل، حتى أصبح الطالب لا يجد لحظة من أوقاته يصرفها في إعداد الدروس لمذاكرته وحده، ليعرض بعد ذلك فكره على أستاذه؛ حتى يتبين أصاب أم أخطأ. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن أكثر طلبة الأزهر بفضل إصراف رجال الحكومة بأموال المسلمين فيما لا يعود على المسلمين ولا على الدين الحنيف بأي فائدة كانت؛ تراهم في فاقة وفقر شديد، بحيث لا يتسنى لهم شراء الكتب التي التزموا بدرسها بمقتضى النظام الجديد.»
109
وقال الخطيب الآخر: «... إن الإنسان منا يا حضرات الأفاضل يقضي زهرة عمره وعنفوان شبابه في طلب العلم، حتى إذا ما انتهى يأخذ من المرتب ما لا يسد به رمق الفؤاد. هذا إذا كان وحده، وما بالك إن كان رب عائلة وصاحب منزل؟! فماذا يفعل؟ ومن أين له أن يصرف على أولاده وعائلته إذا كان هذا مرتبه؟»
110
والدراسة تلاحظ هنا أن حسن مرعي ذكر فقط المطالب التي تتعلق بالأمور الإنسانية، دون الاهتمام بالأمور الإدارية والوظيفية التي ذكرت في بقية المطالب، مثل: أن يكون انتخاب مجلس إدارة الأزهر بمعرفة جميع العلماء بالقرعة السرية، وأن تكون الشهادة الابتدائية مسوغة لحاملها حق المأذونية والإمامة والخطابة، وأن توجد المشيخة طريقة منضبطة لامتحان شهادة العالمية ... إلخ هذه المطالب. وكأن المؤلف أدرك بحسه الفني التطبيقي - قبل التنظير - أن المسرح التسجيلي يهتم بالمضمون الإنساني.
Page inconnue