Début du théâtre documentaire en Égypte : La pièce Al-Azhar et l'affaire Hamada Pasha comme exemple
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Genres
86
الزعيم محمد فريد.
ويثور الرأي العام في مصر أكثر من ذي قبل، لنجد الأعيان والباشوات والتجار وضباط الجيش من محافظات مصر يرسلون تلغرافات إلى الخديوي كي يحمي الأزهريين من التعذيب والتنكيل. كما قام عشرون محاميا بالتطوع للدفاع عن الأزهريين المقبوض عليهم في الرواق العباسي، وكتب حسن موسى العقاد مقالة ذكر فيها الأمة بما حل بالمنشاوي باشا قديما، عندما ضرب وأهان رجلا من ذوي السوابق في بيته، فأمرت المحكمة بحبسه، ويعقب على ذلك قائلا: أين حمادة باشا الغريب عنا من المنشاوي باشا الذي منا.
87
وأمام ثورة الرأي العام بهذه الصورة، لم تجد الحكومة مفرا سوى الرضوخ أمام الأمر الواقع، والعفو عن جميع الطلبة، وعودتهم إلى الأزهر، وإلغاء العمل بقانون الأزهر الحالي - سبب الاعتصاب - والعودة إلى قانون الأزهر القديم الصادر عام 1896. وتتوالى الأحداث سريعا بعد ذلك لنجد أمرا جديدا يصدر بحفظ أوراق قضية اعتداء حمادة باشا على الطلبة، واستدعاء الآستانة لحمادة باشا ليتولى نظارة الأوقاف فيها.
88
وهذا هو الجانب التاريخي لقضية الاعتصاب كما عرضته الصحافة. (2) الأحداث طبقا للمعالجة الفنية
عاصر حسن مرعي؛ مؤلف مسرحية «الأزهر وقضية حمادة باشا»، هذه الأحداث، وكتب مسرحيته بعين ترقب الحدث الواقعي وتعايشه على مسرحه الحقيقي؛ حيث إن تاريخ طباعتها مؤرخ بمارس 1909، كما جاء على الغلاف.
89
وبرغم هذه المعايشة إلا أن تعامله مع الأحداث الواقعية لحادثة الاعتصاب كان تعاملا فنيا، عندما نقل هذه الأحداث مسرحيا؛ معتمدا على مجموعة من التيمات الفنية للمسرح التسجيلي، تنوعت بين التصريح والتلميح، والتغيير، والإضافة والحذف، والتلخيص، والتجاهل، والتضمين الحدثي، والإسهاب، كما سنرى.
Page inconnue