Début du théâtre documentaire en Égypte : La pièce Al-Azhar et l'affaire Hamada Pasha comme exemple
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Genres
72
وقابل الطلاب والعلماء هذا القرار بإصرارهم على مواصلة الاعتصاب، وعدم عودتهم إلى دروسهم قبل أن تجاب طلباتهم. وبدأ الأهالي في إرسال خطابات استرحام إلى الخديوي من أجل إزالة القوة العسكرية حول الأزهر. ومثال على ذلك: رسالة أهالي الدرب الأحمر، وقالوا فيها: «مولانا ... نعلم يقينا أن سموكم لأمته كالأب الشفيق لبنيه، شأن الأمراء الذين يحبون الخير لأمتهم، ويرفعون عنهم المضرات، وغير خاف أن معظم الأمة المصرية مسلمون، ويجرح إحساساتهم وعواطفهم المساس بأمر دينهم، والأزهر أكبر جامعة دينية إسلامية في الأرض، فيحزننا كل الحزن أن نرى أهله مهددين بقوة عسكرية وهم أبناؤنا الذين نعدهم لحفظ ديننا من الضياع! فنرفع أكف الضراعة لسموكم في رفع هذا الأمر المزعج وتلافيه على حسب ما نعهده في العواطف الشريفة من الحنان والشفقة. أطال الله بقاء سموكم آمين.»
73
ويستمر الاعتصاب، ويتضامن مع طلاب الأزهر طلاب الجامع الأحمدي في طنطا، ولكن شيخه استطاع إيقاف الأمر سريعا بالقبض على تسعة أشخاص، بدعوى أنهم مدبرو الحركة في الجامع، ثم شطب أسماءهم من صحيفة الجامع الأحمدي، وحكم عليهم بعدم القبول في أي معهد من المعاهد العلمية.
74
ووصل الأمر بالمعتصبين إلى تشكيل لجنة منهم تمثلهم في أمر اعتصابهم أطلقوا عليها «لجنة الاتحاد الأزهري»، فقامت الحكومة بإصدار أمرها بتجنيد كل معتصب من الأزهريين، مخالفة بذلك قانون إعفاء طلبة الأزهر من التجنيد. وهذا الأمر زاد المعتصبين إصرارا على موقفهم بامتناعهم عن الدروس. وتبرع كل من الشيخ محمد عز العرب، والشيخ عبد الوهاب النجار؛ المحاميين الشرعيين، بالدفاع عن مطالب المعتصبين أمام لجنة الحكومة.
75
وتوالت البرقيات على الصحف من الأعيان والأهالي تؤيد موقف الأزهريين في مطالبهم الحقة.
76
فما كان من المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الخديوي إلا أن أصدر قرارا بمنع دخول طلاب الأزهر من السنتين الثالثة والرابعة؛ لأنهم رءوسهم الاعتصاب، والسماح فقط بدخول السنتين الأولى والثانية في موعد غايته السبت القادم.
Page inconnue