Début du théâtre documentaire en Égypte : La pièce Al-Azhar et l'affaire Hamada Pasha comme exemple
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Genres
إضفاء اللمسات الإنسانية:
عني المؤلف بإضفاء لمسات إنسانية مؤثرة على الموضوع العام، من خلال تصوير بعض لوحات من مآسي الأفراد؛ فقد حقق المؤلف هذا الأمر عندما قال طالب لآخر واصفا زملاءه المقبوض عليهم بسبب الاعتصاب: «وقد قضينا ليلة الحادثة والأسف ملء قلوبنا على الثلاثة الأبرياء الذي قبض عليهم وزجوا في أعماق السجون ... وكان الغرض بلا شك استعمال كل قسوة زائدة، وتشديدا بتكسير هؤلاء المساكين، وذلك إرهابا لباقي المعتصبين.»
48 (3)
استخدام السخرية للبعد عن المباشرة:
لجأ المؤلف إلى استخدام السخرية الطريفة من أجل التغطية على المعالجة المباشرة؛ فخير مثال على ذلك في المسرحية ما قاله شيخ الأزهر لرئيس الوزراء، عندما انشغل الخديوي بأعماله الخاصة غير مبال باعتصاب الطلبة: «وهل تظنون سعادتكم أن مولانا الخديوي - حفظه الله - يأتي مسرعا على إثر وصول تلغرافكم، ويترك أعماله الزراعية الخصوصية التي لولاها لرأينا سموه قد تفرغ إلى نصرة العلم وتعضيد المشروعات الدينية، بل ورأيناه ندي الكف، مطلق اليسار بالعطا والجود للمشروعات الخيرية.»
49
رابعا: ملمح تواري الرأي الشخصي
ويقصد بملمح تواري الرأي الشخصي أن كاتب المسرح التسجيلي يعي تماما أن رأيه الشخصي لا أهمية له بخصوص المشاكل التي يعالجها؛ حيث إنه ليس من حقه أن ينصب نفسه قاضيا على التاريخ. ومهما كانت درجة وعيه والتزامه بهذه الحقيقة، فإنه في النهاية ورغما عنه لا يستطيع إلا أن يكون إيجابيا في مواجهة الحادثة التاريخية التي يعرضها. وإن كان ذلك لا يبدو لنا مباشرة، وإنما من خلال اختيار الأحداث وطريقة ترتيبها.
50
وهذا الأمر له وجود فعلي في المسرحية؛ حيث إن الدراسة لم تجد قولا مباشرا للمؤلف - على لسان شخصياته - يفيد صراحة أنه مع الحكومة ضد اعتصاب الأزهريين، أو أنه مع الأزهريين ضد الحكومة. وبالرغم من ذلك، فالقارئ يستشعر من اختيار الأحداث التاريخية وترتيبها - وفقا لأحداث الاعتصاب كما جاءت في الصحف المصرية - أن المؤلف كان له موقف إيجابي من هذه القضية، وهو الموقف الذي أعلنه الرأي العام بأحقية طلبة الأزهر في مطالبهم. وهذا الأمر سيتضح أيضا عند الحديث عن الفروق الفنية لأحداث الأزهر بين الواقع والإبداع.
Page inconnue