فحنى رأسه دلالة الإيجاب، ثم تثاءب بصوت مرتفع كالنهيق، ثم قال محذرا: طبعا لن تخبر أحدا! - طبعا.
فضحك حسن وقال: لا أحب إيذاء مشاعرهم، هذا كل ما هنالك، وبهذه المناسبة ألم تجرب النساء؟
فهز الشاب رأسه سلبا في حياء، فسأله مستطردا: وحسنين؟
فارتج قلبه في خوف وألم لم يدر لهما سببا، ثم قال: ولا حسنين.
فتفكر حسن مليا ثم قال: هذا أفضل بالنسبة لكما .. (ثم ضاحكا) إذا نويت الزواج يوما فاقصدني أزودك بنصائح عظيمة.
فقال حسين بهدوء: لست أفكر في الزواج كما تعلم. - أمن الممكن أن يتزوج حسنين قبلك؟
فخفق قلبه، ولكنه قال بهدوء: هذا مؤكد لأنه مرتبط بوعد قديم.
فقال حسن بتأثر: على أية حال إذا انتهى حسنين من دراسته فليس ثمة عائق. آه، على فكرة، ماذا جد من أنباء الوظيفة التي تبحث عنها؟
وسر حسين بما هيأ له من فرصة يلج بها موضوعه فقال: لقد جئتك لأخبرك بأنني تعينت كاتبا بمدرسة طنطا الثانوية، وبأنني سأتسلم عملي في أول أكتوبر.
فقال حسن بدهشة: هل تسافر إلى طنطا؟ وما الفائدة التي تجنيها أمك إذا فتحت بيتا جديدا في طنطا؟ - فائدة قليلة، ولكن ما الحيلة؟ - هذا سوء حظ قارح، وهذه هي نتيجة المدرسة!
Page inconnue