قال بدهشة ونوع من الفرحة: قرأتها؟ قرأتها حقيقة؟ في القاهرة! بأية لغة؟
قلت: بالعربية والإنجليزية.
قال: جميل جدا، هل تهتمون بها لديكم؟ ... ماذا يقولون عنها؟ ... وما رأيك أنت فيها؟
قلت لنفسي: حتى سارتر هو الآخر يصنع مثلنا وينتظر بشغف آراء الآخرين في أعماله.
وقلت له: أعمال رائعة كلها، أذهلتني.
قال: وماذا أعجبك فيها؟
قلت: هل تريد الحقيقة؟ أعجبتني لما فيها من فن وليس لما فيها من رأي. إن فيها فنا مذهلا رائعا هو البطل المجهول المتواضع، الذي يختفي وراء الكواليس ليترك الفلسفة والآراء تقف وحدها أمام المتفرجين وتحظى بالمجد والتصفيق.
إني لأتساءل: ماذا يسعد رجلا عظيما مثلك؟ أن يقرأك الناس ككاتب أم كفيلسوف؟
ضحك وقال: أعتقد أن الإنسان يسعد لمجرد أن يقرأ الناس إنتاجه سواء أكان فنا أم فلسفة.
قلت: إذن أحيانا يكون النعيم هو رأي الآخرين.
Page inconnue