بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى كثرت نعماؤه، وتجددت آلاؤه، والصلاة والسلام على الرسول الهادي إلى الخيرات، وعلى آله وأصحابه الكواكب النيرات. وبعد:
رغائب النفس سيل لا ينقطع .. ومد ليس له نهاية!
تنوعت مطالبها .. وتتابعت أمانيها!
لا يردُّها الكثير .. ولا يقف دون آمالها الجلل الخطير!
وهي سلطان على الضعيف .. وغالبة بأهوائها لكل عنيف!
لا يردّ شرارها إلا حجاب التقى .. ولا يبدد ظلماتها إلا أنوار الهدى!
هواها هوان .. وسلطانها عسف وطغيان!
الضعيف حقًا من كان من أجنادها .. والخائر بحق من وقف في صف أنصارها!
حازم من بسوط التأديب ساسها .. وسيد من بالعصيان سادها!
وكم بين هذين من درجات: من أطاعها .. ومن عصاها!
مطيعها في رق دائم .. وحكم غاشم!
ومن عصاها؛ في عز مكين .. وسلطان حصين!
1 / 5
يا أيها المذنب! احذر هوى النفس!
أيها المذنب! أعجز الخلق من عجز عن رد هواه!
أيها المذنب! عليك بجهاد نفسك! !
أيها المذنب! الهوى هوان! ومن يرضى لنفسه بالهوان؟ !
أيها المذنب! واعلم أنك إن قهرت هوى النفس .. فأنت السيد حقا ..
أيها المذنب! خلاف الهوى أشرف الأعمال!
أيها المذنب! تلك هي الغنيمة التي يفوز بها من غلب هواه