فينيجا (مليما) في صندوق التذاكر. وغادره في شارع
فريدريش شتراسه .
مشى بسرعة محاذرا الانزلاق فوق طبقة الثلج الأملس الخفيف التي غطت الأرض. وصل مبنى الوكالة في الثامنة وعشر دقائق. خاطب الحارس:
جوتن مورجن ، صباح الخير، فرمقه هذا في لوم. أبرز بطاقة هويته للحارس الذي يعرفه جيدا، لكنه لم يسمح له بالمرور إلا بعد أن تفحصها وقارن بين وجهه وصورته. صعد إلى الطابق الثاني وهرع إلى القسم العربي.
استوقفته شقراء طويلة تعمل بالقسم الإسباني. سألته بابتسامة خبيثة: لماذا تأخرت؟
لجأ إلى إجابة مصرية: المترو هو الذي تأخر.
قالت: ابحث عن حجة أخرى. منذ إنشائه عام 1936م، لم يتأخر مرة واحدة. وضحكت.
لم يكن قد تناول إفطاره بعد، فانتهز أول فرصة للنزول إلى الكانتين في الطابق الأرضي؛ حيث تتواجد الشقراوات والسمراوات، وتتيح الفساتين القصيرة تأمل الركب والأفخاذ. وقف في طابور طويل أمام عجوز شمطاء تبيع شرائح الخبز المغطاة بالسلامي أو الجبن أو شرائح الخيار والفجل الأحمر اللذين لا يتوفران إلا في المناسبات، مع أكواب السائل الشبيه بالقهوة.
في هذا الكانتين تعرف بأول
كاترين ؛ لم تكن شقراء، وإنما بشعر أسود ووجه خمري وعينين مسبلتين. ولحظ بعد أيام أنها تهبط إلى الكانتين في مواعيد تواجده. وكان محصوله من اللغة قد ازداد بسرعة؛ مما سمح له أن يدعوها لزيارته في منزله، فوافقت على أن تخرج معه من الوكالة إلى منزله مباشرة، ولكن في يوم آخر؛ لأنها تأخذ طفليها من دار الحضانة التابعة للوكالة عندما تنتهي ساعات العمل.
Page inconnue