ف دي يوت ، منظمة الشباب التابعة للحزب، بالقمصان الزرقاء التي تميزهم. رأيت بينهم فتاة صغيرة الحجم تقبل شابا آخر بقبلة أقل وصف لها أنها تجريبية. وعندما ركبنا العربة جلست بجوار شاب آخر، ووقف الشاب الأول الذي قبلها إلى جوار فتاة شقراء بشعر قصير تدلت أطرافه المتساوية فوق جبهتها. كان يحاول احتضانها وهي لا تبتعد عنه ولا تنحيه جانبا، لكنها لا تترك نفسها له. جلست في مواجهة فتاة أخرى بشعر أسود غير مرتب ورداء قصير كشف فخذيها، أعطت يدها بعد قليل للشاب الجالس إلى جوارها، وبدا عليها شيء من الوله. ونزلوا جميعا في صخب في آخر محطة.
سرت حوالي مائة خطوة ثم ولجت شارعي. مضيت بين صفين من الشجيرات المزروعة حديثا حتى المنزل.
التقت عيناي بعيني العجوز التي تقطن الشقة المجاورة لي، والتي تابعتني في جمود من خلف زجاج نافذتها. دفعت الباب الزجاجي الخارجي وصعدت الدرجات القليلة وأنا أستخرج مفتاح بابي. وشعرت بها تتلصص علي من خلف باب شقتها.
ولجت المسكن وألقيت نظرة على حوض المطبخ الممتلئ بمخلفات اليوم السابق. شعرت بالغضب لأن زميلي في المسكن،
عدنان
و
نبيل ، لم يلتزما باتفاقنا على توزيع المهام المنزلية والمحافظة على نظافة المطبخ.
مضيت إلى غرفتي وخلعت سترتي. جمعت ملابسي المتسخة، ووضعتها في كيس من القماش، ثم ارتديت سترتي من جديد، وحملت الكيس إلى الباب. تركته هناك ودخلت المطبخ. جمعت زجاجات البيرة الفارغة وحملتها في سلة من الخيوط البلاستيكية المتشابكة، وغادرت المسكن بعد أن التقطت كيس الملابس.
اتجهت إلى مجمع الخدمات القريب. مررت ببناية حديثة من حوالي عشرة طوابق. ولجت المغسلة، وأفرغت محتويات الكيس في إحدى الآلات وشغلتها، ثم مضيت إلى
الكونسوم ، السوبر ماركت التابع للدولة.
Page inconnue