هل تترك نفسها تموت؟ هي تموت، هو يموت، كل شيء يبهت، يموت ويبهت، حتى الألوان نفسها تتلاشى وتموت وتبهت ولا يبقى سوى ذلك اللون المستشري الواحد، الأبيض، الأبيض، الأسود، هناك شيء أسود، حذاء أسود، حقيقة حذاء أسود، بين الدولاب والحائط محشور، طويل الرقبة ومحشور، قامت، بيد ممتعضة أخرجته، لا دماء عليه، صغير هذا «البوت»، فلتجربه، خلعت حذاءها، أدخلت قدميها، ارتدته، أما من مرآة ترى نفسها فيها؟ فتحة الضلفة المواربة، وهنا مرآة أيضا، لم يبد الحذاء بشعا، طويلا يصل إلى ما دون الركبة بقليل ولكنه جميل، وغريب، تمشت، استدارت، أدارت عنقها بقوة لترى كيف يبدو من الخلف، انتقل بصرها فجأة إلى المريلة البيضاء المعلقة ومنها إلى الحذاء، إلى المريلة، ومدت يدها، ارتدتها وفتحتها إلى الأمام كالبالطو، فطنت للخطأ، قلبتها، أمسكت بالفتحة من الخلف وضمتها بيدها بشدة، ظهر وسطها، نفر صدرها رغم صدر المريلة الواسع، إلى اليمين واليسار خطت، أصبح منظرها في المريلة والبوت أهم ما يشغلها، حزام، تريد حزاما، اسمعي يا، جاءت اليا، الحزام رباط شاش، عقدت لها الحزام، الرباط عريض، منظره كحزام رائع، ثبتت المريلة بزرار من أسفل الرقبة، برز صدرها أكثر، أجيب «الماسك»؟ نعم، هاتي القناع، والله فكرة، غابت ثانية، عادت، حاولت ارتداءه بمفردها، لم تعرف، تركت البنت تفعل، نظرت في المرآة فجأة، يا للروعة، عيناها مدهشتان من خلال فتحة القناع كأنها لأول مرة تراهما، شكلها طبيبة، طبيبة رائعة الجمال، لا فرق، حلمت يوما أن تكون طبيبة، فشل الحلم، ربما لهذا السبب فضلته، يجنن هذا الزي، يجنن، حضرتك ح تروحي أوضة العمليات؟ أنا؟ توقفت، تذهب؟ أنا بخاف م الدم، مفيش دم أبدا دي حاجة نضيفه خالص، تذهب؟ ترى ماذا يقول وهو يراها هكذا، لن يتمالك نفسه، سيجن، كلما ارتدت شيئا جديدا رغم ثقتها من امتعاضه الباطن، ففي الظاهر يجن ويطري ذوقها، وأحيانا لا يتمالك نفسه نفاقا ويقبلها، حتى النفاق أنا في حاجة إليه، أذهب، بجوارها تمضي السمينة، يدها اليمنى مدلاة، فيها دبلة، حتى هذه هي الأخرى مخطوبة، الزواج لا يصلح إلا للحمقى والمفلسين فهو قلة حيلة، لمثل هذه البنت نعمة فهي بغيره حتما الخاسرة، لمثلي أنا جنون، الرجال تحت أقدامي، في متناول أصبعي وحسبما أريد، هو أيضا جراح مشهور، ورغم جسده القصير النحيل وسيم، ألف مريضة وألف حكيمة وقريبة وزائرة وبنت عائلة يتمنينه، ليته في موقفي، على الأقل أستمتع بكوني المظلومة، أجد مبررا كي أبكي وأشكو وأخون أنا الأخرى، ولكنه دائما يفعل الصواب ، حتى إطراء النساء له يعيده أمامي، لا ليغيظني أو يبتعث غيرتي، ليته، إنما بدافع من إرضاء ضميره، ربما لو كان صوته مختلفا، لو كان أكثر خشونة، لو كان أطول أو أضخم، أخبث حتى، لو يضحك علي مرة، لو يشككني فيه لحظة، لو كان «مدردحا» مثل أيام زمان، الأيام التي ذهبت ولم يعد لي من عمل إلا التحسر عليها، بينما الحاضر ينزلق، بسرعة مخيفة ينزلق، في العام القادم ستكون أكبر بعام جديد، ستنقص أنوثتي بمقدار عام كامل، الزمن يتسرب ويحول الحاضر إلى ماض، ويلتهم المستقبل، وأنا لم أعش، ما كدت أبدا أرى وأتلفت حولي وأعي أني فتاة حتى قابلته، بهرني، خلب لبي، الأحلام ازدحمت في عقلي، على الفور استجبت، المقاومة كانت عبثا.
كانت الاستجابة حلمي، الآن أحلم بأشياء أخرى، أحلم أن أقابل الآخر، أحبه، وليكن الخطأ خطئي أو خطأه أو خطأ الاحتكاك الممل المستمر أو العمر الذي يجري، غير مهم، المهم أن أعيش أولا، أولا أعيش، يعود قلبي يدق، أعود أهيم وأسرح، أحس أن لي شيئا خاصا، سرا حبيبا، أكتمه، أخاف أن يعرفه أحد، أعود أكذب، أختلق الحجج والمناسبات، أنتظر، أستمتع أني على الجمر أنتظر، لأعش أولا، وليحرقوني بعد هذا ساعة الحساب، فأنا لا أعيش، لا أعيش. •••
تفضلي، مؤدبون جدا هؤلاء الناس، أدب القرود لا بد، ستنتظرني هنا، فالدخول بالنسبة إليها محرم، أأدخل وحدي؟ وماذا فيها، الدكتور هو اللي أمر، وما دام أمر مين يقول لأ، أتنافقها بالتضخيم في منزلته، دخلت.
للحظة ضاعت، أين تنظر، كان مفروضا أن يكون على الباب ينتظرها، فتشت، الغرفة واسعة جدا، تصلح صالونا لسراي، أو صالة معيشة كبيرة مدهشة، في الركن الأقصى هناك كمية أبيض كثير لا تخطئه العين، متجسدة على هيئة أشباح بيضاء كثيرة، داخل الأشباح منضدة، ملحق بها أجهزة كثيرة خضراء وبنية، ومن طرفها يطل رأس أسود صغير مغطى بالشعر، رأس طفل لا بد، يا للبشاعة، أكل هذا التجمع ينهش في لحم ذلك الطفل، الجو قابض قاتل، الرائحة خانقة لا تحتمل، رائحة ماذا؟ فينيك ؟ يوسول؟ أحماض لا تعرف لها أسماء؟ أم صبغة يود؟ أم هذا كله معا؟ أم هي بالذات رائحة اللون الأبيض، يا لبشاعته حين يتحول إلى رائحة، لماذا لم ينتبه أحد لدخولها؟ لماذا هم متزاحمون حول الصبي المسكين، صامتون ذلك الصمت المستمر المريب، وكأن مؤامرة تدور؟
بدوار قليل بدأت تحس، أتخرج؟ أتصرف النظر عن المفاجأة، مفاجأته؟ ولكن مفاجأته مهمة، ستستغرقه تماما وتستغرق أسئلته، ولن يلتفت أبدا إلى مغادرتها البيت من ساعتين مضتا، فلو حتى عن طريق الخطأ سألها لانهارت وقالت كل شيء. إنها لم تتعود أن تكذب، وبالذات عليه، وهو أيضا يعرفها وسيدرك حتما أنها تكذب، لا عودة إذن، فلتستمر.
انتظرت، نط عقرب الدقائق في الساعة المثبتة في الحائط عدة مرات، كل مرة بدقة لها دوي وسط بحر السكون الشامل، لا بد هناك خطأ ما، المجموعة واقفة كما كانت، وكأنهم صورة فوتوغرافية لم يتغير فيها وضع ولا يتحرك داخلها أحد، لم يلتفت واحد إلى الباب وهو يفتح، ولا ناحيتها، ولها زمن تنتظر وما ألقى أحدهم بنظرة، ماذا تفعل الآن؟ إنها تريده أن يراها عن بعد فمنظرها بالمريلة و«البوت» عن بعد أفضل، وشيء فيها صغير لا يزال يحاول أن يأسره، رغم كل شيء لا يزال فيها شيء يحاول أن يأسره، كيف تلفت بصره والصمت لا يجرؤ شيء ولا مخلوق على خدشه، صمت يبدو كصمت الصلاة، خدشه حرام، تسير، خطواتها حتما ستجذب الانتباه، سارت بلا صوت سارت رغم محاولاتها أن تحدث بسيرها صوتا، قطعت أكثر من نصف المسافة، لا صوت، البوت اللعين من المطاط والأرض مطاطية لعينة هي الأخرى، مهما دقت وخبطت فلا صوت.
قطعا حين تصل سيفسحون لها مكانا، لتختر حينذاك المكان المواجه له مباشرة، وصلت، حتى التومرجي الذي يروح ويحمل أشياء وينقلها ويعود بأخرى، لم يلق ناحيتها نظرة، لا بد حسبوها طبيبة لا تستدعي التحقق أو تلفت الانتباه، قريبا من طرف المنضدة وقفت، عيونها تتفحص الواقفين من خلال فتحات أقنعتهم، لا عين من عيونهم أخطأت ورنت بنظرة، تنحنحت أيضا، كأن شيئا لم يحدث، أين هو فيهم؟ لا أحد من الموجودين جميعا يشبهه، فأين هو؟ أيكون هذا الواقف في الوسط منهمكا في شيء أمامه، بالضبط هو، رغم الطاقية ذات الحافة والقناع، فقد عرفته من أذنيه، هو ذا إذن، والباقون حوله بلا حراك، مدت يدها تعدل المريلة، وتضبط فتحة القناع، استعدادا للحظة التي يرفع رأسه المنحني فيها ويقع عليها بصره، قطعا سيهلل للمفاجأة، حتى لو كان هنا، فهو يلقاها دائما بترحاب من لم يرها من عام، حتى لو كان غادرها من ساعة، الدقائق تمضي ولا ينظر، لا يحرك عينا عن البقعة المثبتة عليها عيناه، تنحنحت مرة أخرى، غمغمة، سمعت غمغمة لا مجاملة فيها: اللي عايز يكح يمشي يطلع بره يكح، صوت من هذا؟ أيكون صوته؟ ألم تعرفه لأنه منحن ويتحدث من خلف قناع؟ أم لأن هناك شيئا آخر، بالتأكيد ثمة شيء آخر، يا ... وجدت نفسها تهتف، كانت تظن أنه ما أن تفتح فمها حتى تستدير الأعين كلها لتراها، حين لم يتحرك أحد، حين ظل الصمت ثقيلا رابضا لزجا حتى لتكاد إذا مددت يدك تلمسه، خانتها شجاعتها، لم تكمل النداء، سكتت، تبلدت ملامحها وسكتت، أتراه عرف؟ أيكون التجاهل عن عمد؟ لو فقط، يكف هذا الصوت المنتظم، لو تكف الحشرجة، حشرجة لها وقع، كأنها حنجرة ذات جسد يزحف على أربع، وبين كل نقلة لساق من سيقانها ونقلة وقفة، وتعود تزحف، الرائحة القابضة تجثم على الصدر توقف حركته، تمسك الهواء أن يدخله، وتمنعه أن يخرج، ماذا أتى بها؟ ما لي ولحجرة العمليات التي يدوشوننا بها في سهراتهم، هؤلاء الأطباء والجراحون، هذا هو العالم الذي يقضون فيه ساعة إذن ويجعجعون بما يحدث فيه ألف ساعة، لها حق إذا كانت تكره العمل وحديث العمل، هي وكل صديقاتها. ما يكاد الرجال يبدءون فيه حتى تكون البداية إشارة البدء لهن، الحلقة تتكون وبسرعة مذهلة تتفاهم، من يراهن لأول مرة يحسبهن شقيقات معا نشأن، وبعضهن لم يعرف الآخر إلا من لحظة، قبيلة الإناث تتجمع، شفرة النوع الواحد بينهن كالسحر تسري، متراثيات متحاسدات متذاكيات متغابيات، أبدا لا يختلفن، ولا صوت لهن يرتفع، بالعكس، كل دقيقة أخرى ينخفض الصوت ويصبح التفاهم أشمل، وبالأزياء كموضوع لجس النبض يبدأ الحديث، وينخفض وهو ينتقل إلى فلانة وكيف تلبس، وفلان وكيف يلبس فلانة، وينخفض الحديث أكثر؛ إذ لا بد قد وصل الاتفاق حد النميمة وتبادل آخر أخبار الفضائح وينتهين بحديث لا بد يخدش الحياء، ولهذا يقلنه همسا، ويظل الهمس المتوافق المنسجم يخفت ويخفت حتى يستحيل الحديث إلى إشارات وغمزات، وقد أصبح التفاهم تاما وكاملا، بينما الرجال العبط قد أخذتهم الحماسة، ودب بينهم في الحال، مهما كانوا أصدقاء أو أقارب، الخلاف، وبالاختلاف والزعيق ينتقلون من العمل إلى مشاكل العمل، إلى السياسة بالطبع، إلى الخناق، فلا بد أن لأحدهم رأيا يخالفه فيه الآخر بشدة، ويأبى تماما الانتقال إلى موضوع آخر، ولا بد أن تضيع الليلة وكل منهم يحاول إفهام الثاني أنه الأذكى والأصح. العمل. زمان كانت تغار منه، تعتبره كالزوجة الأولى صاحبة النصيب الأكبر، تحول مجرى الحديث إذا حاول هو جرها إليه، وكيف لا تحوله، ومعنى اشتراكها فيه اعتراف بشرعية «الضرة» وحقها في ساعاتها هي، الساعات التي يقضيها معها في البيت، والمفروض أن تكون خالصة لها، كثيرا ما سمعت الثناء عليه حتى من حساده، عن شطارته، عن نبوغه، تبتسم مجاملة وقد تعلق بكلمة. إنها في أعماقها كانت تتمنى لو لم يكن له بالمرة عمل، لتصبح هي عمله الوحيد الأوحد. ولكن هذا كان أيام الحب زمان، في السنين الأخيرة لم تعد تغار، بل أصبحت تشجعه على العمل أكثر، العمل أكثر يعني دخلا أكثر، النقود أهم وليس مهما أبدا كيف يأتي بها.
فجأة شعرت بغربة، هنا، لا مكان لها، شيء في صدرها كالروح المختنقة يرفرف، شتان بينها الآن وبينها من ساعة مضت، حين كانت حواسها تتدغدغ تحت وقع حديث الآخر الرخيم المتعمد البطء، عما فعلت به، عن عيونها حدثها ، عن جلدها ونعومته طال حديثه، عن رقبتها، عن ... عن شفتيها، عن شعرها المنساب انسابت كلماته، عن قوامها وجسدها وعذوبة روحها والرجل السعيد الحظ الذي يملك هذا كله، مضى يتكلم، وهي تقشعر لوقع كلماته، وربما لهذا بدأ يتصاعد بحديثه خطوات أخرى، ألفاظه بدأت تتعرى، لمساته طالت، الجرأة في عينيه بدأت ... بدأت تشع وقاحة، خدودها هي أيضا بدأت تلتهب ونبضها يسرع. الخوف، الخوف بلا سبب، راح كالشهب، يتساقط ويغور في صدرها ويصنع حفرة بالغة العمق، لا قاع لها، مرعوبة صارت ولم تعد تحتمل، الآن تذهب، في الحقيقة تهرب.
جسدها يسخن لمجرد أنها تتذكر، هو لا يزال لم يلتفت، يتركها هكذا صامتة ساكتة، الشيطان يتحرك حين نسكت، لو ظلت هكذا ساكنة ساكتة فلن يكون لتفكيرها حد، ستسبح كما يهوى الشيطان، ويريد، ستندم على المقاومة التي ظل جسدها يبديها لكلمات الآخر ولمساته، ستضيق بهذا الصوت الذي يهتف لها، لا، لا، لا يمكن مستحيل، الموت أهون، لماذا لم تستسلم، كاملة، للحظة المتعة؟ لماذا حتى بكلماته بدأت تضيق، للمساته تقشعر انكماشا ورفضا، بالموضوع كله تستخفه وتنفر منه.
تحركت، اقتربت من الرأس الأسود المسجى وعلى فمه وأنفه قناع التخدير المتصل بالجهاز، رئة الجهاز صغيرة كرئة الصبي، الولد القمحي، شعره غامق السواد لامعه، ملامحه نائمة، صعب عليها، هو ذا الصبي إذن، الذي استمر حديثه عنه وعن رئته ساعة وهي تتثاءب ولا تفقه من حديثه حرفا، غير مهتمة أبدا أن تعرف، كلمات تطن في أذنها عائدة، أخطر عملية، الأولى في الشرق، لا مناص، لو لم أقم بها مات، هو الآن يفعلها، ماذا بالضبط يفعل لا تجرؤ على النظر. إلى مستوى عينيها فقط، نظرت، سيدة هي لا شك، الواقفة بجواره تناوله الآلات قبل أن يطلبها، سيدة، صغيرة في السن ولكن يا لذكائها، تتابع ما يفعله وقبل أن ينطق تكون قد استعدت بالآلة التالية، غريبة هذه الآلات، معقدة، يبدو أن الجراحة ليست مجرد مشرط وملقط، شيئا فشيئا تخفض رأسها إلى أسفل، لا دم، إلى أسفل أكثر، لا دم، مرة أخرى، لا شيء. قطعة قماش مبللة، بسائل باهت كماء البطيخ. ولا شيء، لا، إنهما قطعتان، بينها فاصل كالخندق المحمر، أيكون هو الجرح؟ أجرح بلا دم؟ نظيف كأنه مبطن بجلد داخلي؟ كم تخدعنا الكلمات! على أية حال لم يخرج عن حدود الأدب، احترمني وقدر شعوري وربما إذا لم أره طعنني في ظهري، كسبه أحسن، أروضه حتى يذهب بريق الرغبة في عينيه، ويحل بريق الهيام، قادرة أنا وليكن اختبارا لمقدرتي، وعلى أسوأ فرض لو حدث شيء رغما عنا، أو رغما عني! فسيكون درسا أول وأخيرا، لا أطمئن بعده لأحد. حتما سأعرف، وجهه صريح يظهر رغباته، وبمجرد أن يفكر سأعرف، وفي الوقت المناسب، أهرب، وإلى أن يحدث أنا أتسلى، أقطع الوقت، أحيي قلبا لم يعد ينبض، فلأتسلى، لماذا ببطء ببطء يعمل، له ساعة وهو يدخل أصبعين في الخندق ويرفع الرأس إلى أعلى ويتحسس شيئا في الداخل، يا لطول باله، يمرضني طول باله، وهو يخلع ملابسه، قطعة قطعة يساويها ويعلقها ويظل دهرا يجيء ويروح، ويروح ويجيء، حتى من الغيظ أنام، وما أكاد أفعل حتى أشعر به يسحب الغطاء ويمد يدا ناحيتي أبادر بدفعها، من لحظات وبلكاعته ذهبت رغبتي، أنا الآن جثة، أصرخ، جثة، يرضى بالجثة، ما أن أصير أحيا، وينتفض في دم طال عليه الركود، حتى يكون هو قد أفلس، لم يكن أبدا كذلك، معا كنا دائما، الآن افترقنا، أنا افترقت، هو باق، لا شك. - عرق.
Page inconnue