Beyrouth et le Liban depuis un siècle et demi
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genres
وعلى شاطئ الحبشة لا نجد من المؤن إلا اللحوم فقط. بيد أنه يمكن أن يؤتى إليه بالحبوب من الداخل وبغزارة كلية. ولقد نقلوا في منتصف القرن الماضي إلى جزيرة فرنسا حمولة اثنتي عشرة سفينة من القمح.
ليس في سيشيل وعدن ومخا فحم ولا حديد ولا خشب لبناء السفن؛ فهي تستورد كل شيء من الخارج، ما عدا بعض المؤن التي تأتي من الداخل إلى هذين المحلين الأخيرين. أما في مدغشقر وشاطئ أفريقيا والحبشة والبحر الأحمر فنقدر أن نجد كل شيء بسهولة؛ فالفحم الحجري، وخشب البناء، والحديد، والمؤن نجدها بكثرة تحت تصرفنا المطلق. (6) المواقف
ها قد وصلنا إلى أدق نقاط مشكلة البواخر التي تربط بين السويس وبوربون، وهي مفصلة المواقف. أما المراسي فيمكن تحويرها على ما تقتضيه المصالح السياسية التجارية؛ وعليه فإذا ذكرنا بوضوح المنافع التي يجب أن تتوافر في الموقف ليكون مقبولا ويسلم بإحداثه، فهذا يعني أننا عينا وجهة الخط.
ما هي هذه الشروط؟ (1)
يجب أن يكون الموقف - بناء على حق ما - ملكا لفرنسا يحيط به شعب محالف لين الجانب، تشبه مصالحه مصالحنا، ونكون ذوي تأثير فيه وسلطة عليه لنتمكن في جميع الحالات أن نتقي المتاعب التي قد يحدثها لنا. (2)
يجب أن يكون كل موقف نقطة تجارية يستطاع تحويلها إلى موقع عسكري في أثناء الحرب؛ ولهذا يجب أن يكون ذلك المركز سهل الحماية يصلح ملجأ للمراكب التجارية، وعند ذاك سيكون لكل موقف مرفأ ممتاز، وشعوب حليفة تحيط به؛ فمن هذه المواقف التي يجب أن تكون ملكا لفرنسا نستمد الفحم والخشب، ومواد الإعداد والتجهيز الأخرى، والمؤن؛ فهل نجد في مواقف هذه الخطوط الأربعة المنافع المشار إليها؟ (6-1) مواقف الاتجاه الأول: الخط الإنكليزي
إن سيشيل وعدن - المملكتين الإنكليزيتين - هما مواقف هذا الخط، فسنكون إذن تحت رحمة الإنكليز. فالفائدة الوحيدة، وهي وصول المؤن أيام السلم، فلن نحصل منها إلا على ما يوافق الإنكليز أن نحصل عليه؛ فنضطر حينئذ إلى مشترى كل شيء منهم، أو على الأقل استيداعهم كل شيء. وبعد، فإذا كانت كل منفعة تجارية أو وطنية تقوم على المخاطرات، فهذا الخط لا يسلم به، وهو يسيء إلى مصلحتنا الوطنية. (6-2) مواقف الاتجاه الثاني: الخط العربي
إذا كانت المواقف على شاطئ أفريقيا الجنوبي الشرقي وفي مخا، فإنها تخص العرب الذين يحتملون بصعوبة وجودنا فيها، فاستقرارنا هنالك لا يكون إلا رغما عنهم؛ وعليه فلا يمكن أن يكون لنا موقف إلا على الشاطئ الجنوبي الشرقي في أفريقيا. وإذا كنا نطمح إليه فيمكن إحداثه إذا ما استندنا إلى حق ما. أما مخا فلا يجب أن نحلم بها لأننا نضطر إلى مغادرتها إما عاجلا أو آجلا. ثم إن الاستقرار على الشاطئ الجنوبي الشرقي، وفي مخا، دون التفكير بالمستقبل - ولو رضي أهلوهما - يعني خلق المشاكل الكبرى؛ فالدسائس الإنكليزية التي تدعمها المصالح المقهورة لا تتأخر أبدا عن العمل سرا.
إن الإنكليز أنفسهم لم يتمكنوا من الاستقرار في مخا، ولولا مبادرتهم إلى احتلال عدن لكانوا قطعوا عليهم - على أثر اندحار محمد علي من مخا - خط المواصلات الذي تتبعه بواخرهم بين السويس وبومباي؛ فكل مشاكلهم هناك من صنع العرب.
أما على الشاطئ الجنوبي الشرقي فيصعب عليهم أن يضروا بنا؛ لأن ليس لهم فيه مصالح محلية تعادل مصالحنا أهمية، ولأن بعض المراكز بعيدة عن تأثير سلطنة زعماء الداخل، بخلاف مخا التي هي تحت سلطة إمام صنعاء.
Page inconnue