تناولت جواز سفري من ضابط الجوازات الملول، ودسسته في الحقيبة المدلاة من كتفي، ثم حملت حقيبة السفر في يدي اليمنى، وكيس السوق الحرة في اليسرى، وعبرت حاجز الجوازات إلى صالة المطار الصغيرة، دون أن يحفل أحد بتفتيشي ولو من باب الحماية الجمركية.
مضيت إلى نافذة البنك، فاستبدلت خمسين دولارا بسعر أربع ليرات للدولار الواحد. واتجهت إلى الباب الخارجي للمطار، فبلغته بعد خطوات معدودة. كان ثمة صف من سيارات الأجرة، خارج الباب مباشرة، يشرف عليها شرطي يحمل دفترا. ولمحت السعودي بجوار إحداها، وسمعته يطلب من السائق أن يأخذه إلى المنطقة الشرقية.
تقدمت من السيارة التالية وذكرت وجهتي لسائقها، فغادر مقعده ودار حول السيارة. تبعته وناولته حقيبة السفر ليودعها صندوق السيارة الخلفي، ثم مضيت إلى الشرطي وسألته في صوت خافت عن الأجرة التي يتعين علي دفعها، فقال: ثلاثين ورقة.
صاح السائق من مكانه عند السيارة: ثلاثين ما بتسوى، الكل بيدفع أربعين.
زجره الشرطي برفق وهو يشير إلي أن أركب.
تمسك السائق بموقفه صائحا: ما بدي روح ع الغربية.
عنفه الشرطي: ولاك، ما تصرخ. بتركبه ولا ياخذ السيارة اللي بعدك؟
استسلم السائق وصاح بي: عجل يا زلمة.
ركبت في المقعد الخلفي، وانطلق السائق بالسيارة، وهو يغمغم لنفسه مزمجرا، وقام بدورة سريعة وضعتنا على الطريق الرئيسي.
بدا طريق المطار مهجورا أكثر من المتوقع. وقد انتشرت الحفر وأكوام الأتربة على جانبيه. وأقبلنا على مجموعة من الجنود توارت خلف أحد هذه الأكوام وأحاطت بمصفحة تحمل عبارة «قوات الردع العربية».
Page inconnue