بيروت، ممثلو الأطراف المتقاتلة حول مائدة مستديرة، المجتمعون يتبادلون قوائم المخطوفين، يستخدمون التليفون في العمل على إطلاق سراح أعداد كبيرة منهم، الجميع يصرحون للصحفيين أنه لا توجد علاقة بينهم وبين حوادث الخطف.
عنوان صحيفة لبنانية: «قوة إسرائيلية تعبر الحدود وتقيم حاجزا وتخطف مواطنين لبنانيين».
دائرة حول فقرة من صحيفة «واشنطون بوست»: «اليسار اللبناني خرج من معركة بيروت الأخيرة أقوى عسكريا، لكنه أقل تلاحما؛ فبعد سبعة شهور من القتال استطاع أن يحقق نصرا واضحا على الكتائب.»
رشيد كرامي للصحفيين: «لا بد من تعديل نسبة تمثيل المسلمين في مجلس النواب وجعلها مناصفة.»
الإذاعة اللبنانية: .. إلى الأهل، نحن بخير، طمنونا عنكم.
عنوان: «التقديرات الأولية لضحايا المعارك: 8 آلاف قتيل، و40 ألف جريح.»
11
لم تكن أنطوانيت في غرفتها عندما ذهبت إليها في اليوم التالي. وكان الباب مغلقا فاضطررت إلى انتظارها في غرفة المونتاج. وقضيت الوقت في قراءة الصحف والمجلات، ثم جذبت جهاز التليفون، ومددت يدي إلى جيب سترتي الأعلى حيث أحتفظ بمفكرتي عادة. كان الجيب خاليا، ففتشت بقية جيوبي، وفي حقيبة يدي. وتذكرت فجأة أني وضعتها على الكومودينو المجاور للفراش ، عندما كنت أرتدي ملابسي، ونسيتها هناك.
وصلت أنطوانيت بعد ساعة برفقة شاب وسيم يصغرها في السن بعامين أو ثلاثة. وكان وجهها مضرجا من الانفعال. اعتذرت عن تأخرها، وقدمت لي رفيقها على أنه رسام سوري، ثم انصرفت إلى إعداد القهوة.
عرض علي الشاب بيانا موجها إلى الحكومة السورية يطالب بالإفراج عن عدد من المثقفين اليساريين الذين اعتقلوا أخيرا في دمشق. وكان ثمة عدة توقيعات أسفل البيان. وسألني أن أضع توقيعي، ففعلت.
Page inconnue