أبديت اهتمامي قائلا: أتمنى أن تتيح لي قراءتها.
نقل البصر بيننا ثم نهض واقفا وهو يقول: سأذهب الآن، وأترككم تعملون.
قالت أنطوانيت بعد انصرافه: أبو نادر شخص ممتاز وإن كانت له آراؤه. هل أفادتك المواد التي أعطيتها لك؟ - جدا. لكني أريد أن أرى الفيلم مرة أخرى. - بالطبع. لقد حجزت لك اليوم قاعة العرض.
انتصبت واقفة وهي تجمع بعض الأوراق من فوق المكتب. كانت ترتدي البنطلون الجينز الذي رأيتها فيه أول مرة، لكنها استبدلت سترته ببلوزة مشجرة خفيفة بنصف كم.
تقدمتني إلى الخارج، وارتقينا الدرج إلى الطابق الأعلى. ولجنا قاعة عرض في حجم غرفة معيشة. وكانت بها عدة صفوف من مقاعد ذات مساند، تتوسطها طاولة صغيرة تحمل منفضتين للسجاير، وتفصلها خطوتان عن الشاشة التي غطت حائطا بأكمله.
جلست فوق أحد المقاعد بالصف الأول، وأشعلت سيجارة. ومضت أنطوانيت إلى كوة العرض فتحدثت مع العارض، ثم أطفأت النور واستقرت في المقعد المجاور لي.
بدأ العرض على الفور. ووجدتني أكثر قدرة من المرة السابقة على متابعة لقطات الفيلم.
كان الجو حارا، فخلعت سترتي، وألقيت بها على المقعد المجاور. وأرحت ساعدي الأيمن فوق مسند مقعدي. كنت أرتدي قميصا قصير الأكمام. وشعرت بساعدها العاري قريبا مني. ولدى أول حركة منها تلامس ساعدانا.
ظل ساعدانا ملتصقين بعض ثوان، ثم أزاحت ذراعها بعيدا في رفق.
وجهت اهتمامي إلى الفيلم، ولم ألبث أن اندمجت في صوره، ولم أشعر بمرور الوقت إلى أن قرأت كلمة النهاية.
Page inconnue