ألقى نظرة على ساعة معصمه وقال: يحسن بنا أن ننصرف الآن قبل أن تصبح الشوارع غير آمنة بالمرة.
دفع الحساب وغادرنا البار بعد أن علقت حقيبتي في كتفي.
قلت ونحن نخطو: سأتوه إن لم توصلني إلى الفندق.
قال: سنذهب الآن إلى منزلي، وفي الصباح نأخذ أغراضك من الفندق.
قلت: ليست هناك ضرورة. لقد أحضرت معي حاجتي من النقود، ثم إني سآخذ عربونا من عدنان خلال أيام؛ فهو موافق على نشر الكتاب.
قال بحسم: ستأتي عندي. - لا أريد أن أسبب لك إزعاجا. - أنا أقيم وحدي؛ فزوجتي والأولاد في القاهرة. وهناك غرفة خالية يمكن أن تستقل بها.
اخترقنا عدة شوارع مظلمة دون أن نلتقي بأحد. وعند أحد التقاطعات برز إلينا مسلحان، ووجها إلينا فوهتي رشاشيهما. لكنهما لم يعترضانا عندما واصلنا السير بثبات.
تنفس وديع بعمق عندما ابتعدنا، وقال في صوت خافت: إنهما يتبعان منظمة جديدة استولت على هذا الشارع من أسبوعين. ولا أعرف أحدا من أفرادها.
عبرنا ساحة أطلت عليها مبان محطمة، فأردف في صوته الطبيعي: الآن صرنا في المنطقة التابعة للمرابطين، ومعي ما يفيد أني عضو عندهم.
سألته: لماذا لا تشتري سيارة؟
Page inconnue