سب السائق في صوت خافت، ووضع النقود في جيبه، ثم ضغط على المسرع، وانطلقت بنا السيارة.
بلغنا أول الحمرا فهم بالوقوف قائلا: هون الحمرا.
قلت: بعد. سأنزل عند السينما.
مضى في الشارع الذي أغلقت حوانيته ومقاهيه، وإن ظهر به قليل من المارة، ثم دلف إلى شارع جانبي. وبدت في عينيه نظرة شاردة كأنما يفكر في معضلة.
هتفت: رايح فين؟ السينما في الشارع.
قال: هلق بنشوف.
مال من النافذة وصاح بسائق تاكسي عابر: احجز لي معك يابو حسن.
سألته عما يريد أن يحجزه فقال: دور المطار.
جعل ينتقل بين الشوارع على غير هدى فقلت: لازم نطلع على شارع الحمرا نفسه. السينما هناك.
لم يرد علي، واتجه إلى ناصية تجمع عندها عدد من الشبان المسلحين بالمدافع الرشاشة. أبرز رأسه من النافذة صائحا: مرحبا يا شباب، وين سينما بيكاديللي؟
Page inconnue