Beyrouth pleure la nuit

Chawqi Abdel Hakim d. 1423 AH
37

Beyrouth pleure la nuit

بيروت البكاء ليلا

Genres

أعاد المهاجر قراءتها، مكتشفا أنها ذات الورقة بلا إجابة، بل حتى سؤاله ذاته الذي سبق له تدوينه بقلم جاف الحبر محي تماما من سطحها، بنفس ما حدث بذهنه هو ذاته لومضة.

من جديد دفع بذراعه العظمية المنتهية بأصابعه الخمس مشهرة في وجه الرئيس، بل الندوة الدولية بكاملها، ولما لم يجد بدا هب واقفا على مرأى من الفتاة المجمدة في كواليس المؤتمر.

وظل هكذا مهتزا عاصفا دون أن يسأل فيه أحد، إلى أن أعلنت دقات الرئيس المنذرة، فانكب جالسا، قال: يبدو أنني سأظل هكذا على الدوام أقف في الخارج.

تذكر وقفته بعد منتصف الليل في مواجهة العين السحرية مبتسما إلى حد التوسل، وتمنى للمرة الأولى قهوة العالية، ذلك المغص الكلوي والمعوي الذي لم يبرأ منه لحين انعقاد الندوة.

وتصوره يوما يمكن إضافته مع بقية أيام الأسبوع الأخيرة، تلك التي يختص كل يوم منها بكوكب أو جرم سماوي ويحمل اسمه.

وأدهشه للحظة ربط المحاضرة الفنلندية بين الألغاز وحزازيرها وبين أيام الأسبوع السبعة، وما يصاحبها عادة من أحجية وملغزات، تنتهي في الأبراج وثقافتها، وهيافتها، كسلعة لها خانتها اليوم داخل كل بوتيك وصحيفة سيارة.

أخرجه من إحباطه ووقوعه في نكده الذاتي عينا فتاة الجنوب الحنونة، تدفع به من جديد إلى معاودة الكتابة والسؤال، قال مهمهما: وجهة نظر.

كتب رقعة جديدة ومررها من يد ليد إلى أن استقرت في كفة نائبة الرئيس، فالتهمتها دون أن تصل يد الرئيس، وراحت تمضغها مضغا على مرأى من الجميع.

أخفي المهاجر من فوره وجهه الأصفر غائر الجلد إلى حد التواري تحت نتوءات العظام الطولية بين كفتيه المتناسقتين مع وجهه.

فخذا العالية تحت وهج نيرانها.

Page inconnue