Entre les marées et les afflux : pages sur la langue, la littérature, l'art et la civilisation
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Genres
وكنت أعلم بقصيدة وبلا قصيدة، برسالة وبلا رسالة، باسترضاء وبلا استرضاء، أن الشيخ كاظم لن يسكت حتى يسكتني ويسكت المستشرقين القائلين بتغيب الشعر القصصي الحماسي من لغة العرب ولغات الساميين عموما.
وليسمح لي الشيخ كاظم أن أحاول إرضاءه في أن أضيف إلى بعض القصائد «العلوائية» التي ذكرتها سابقا من حافظ وشوقي ومطران (أورد الأسماء على حروف الأبجدية) منظومات جديدة اطلعت عليها بعد ... الفصل الأول من قضيتنا؛ إحداها «الحرب الكبرى شعرا»، وهي منظومة طويلة تملأ كتابا تاما، وتصف وقائع الحرب الكبرى، بقلم الأستاذ أسعد خليل داغر، وأخرى قصيرة هي «ترجمة الشيطان» للأستاذ عباس العقاد في الجزء الثالث من ديوانه، ومنظومتان للمرحوم عبد الحليم أفندي المصري.
ولئن خصصت هذه المنظومات بالذكر فلأني اطلعت عليها، وقد يكون هناك غيرها مما أجهله.
أنشأ الشيخ كاظم ينشر رده لتقرأ الناس، وظهر الجزء الأول من تلك المرافعة الجديدة في شهر فبراير. لا شك أنه تعب كثيرا وبحث كثيرا، وهو ولا شك مورد لنا مع أسماء المنظومات التي اهتدى إليها الاسم الذي كانت تعرف به عند العرب؛ إذ كيف يهتدي المرء إلى فرع من الآداب ولا يهتدي إلى اسمه؟
فإذا أثبت الشيخ كاظم وجود الشعر القصصي الحماسي (وهو فاعل بإذن الله) في لغتنا، فهل يعترف لي شعراء العصر والمجامع العلمية بهذا «الفضل»؟ وهل يسلمون بأنه لولا «العناد النسائي» ما كنا وصلنا إلى هذه النتيجة «الباهرة»؟
قيل لي: يا سيدي الأستاذ إنك رحلت أخيرا إلى إنجلترا لتدرس اللغة العربية في جامعة لندن، وسواء كنت الآن في إنجلترا أم في العراق فهات يدك أصافحها!
تعجبني منك نخوتك وتعصبك للغتك في أدب وهدوء ورصانة، ويعجبني منك ثبات خمسة أعوام رغم أعمالك الأخرى، ورغم قصائد الاسترضاء في الشعر والنثر.
قد تستغني اللغة عن كثير من شعرها، ولكنها لا تستغني عن همم رجالها وثباتهم وجهادهم للخير والحق والإنصاف.
أتمنى هذا الثبات وهذا الجد وهذه النخوة لجميع رجال الشرق، ولأجلها أصافحك عن بعد، أيها الشاعر العراقي، مصافحة الثناء والإعجاب.
حديث عن الشرق الأقصى
Page inconnue