Entre la religion et la philosophie : L'opinion d'Averroès et des philosophes du Moyen Âge
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genres
أي: المتصوفة. إذن، لم يخرج من العامة إلا المتصوفة، كما لم يخرج ابن رشد من العامة إلا الفلاسفة على ما تقدم ذكره.
وهؤلاء المتصوفة أي: «أهل الغوص في بحر المعرفة» لا يصل إلا واحد من كل عشرة منهم - في رأي الغزالي - إلى معرفة «الدر المكنون والسر المخزون».
62
وبعبارة أخرى: إن أسرار هذه النصوص ومعانيها الخفية ليست خفية بالنسبة للرسول وأكابر الصحابة، كأبي بكر وعمر وعلي، ويلحق بهم الأولياء والعلماء الراسخون.
63
وإذا كانت هذه المعاني الخفية يصل إلى إدراكها «أهل المعرفة»، فهل لهم أن يذيعوها بين الناس، أي: هل لهم أن يظهروا للناس جميعا ما يدركونه من التأويلات؟
يجيب الغزالي عن هذا إجابة تجعلنا نلمح فيه المتصوف الذي لا يرى أن يطلع على الأسرار إلا المريدون، إنه يرى أن لمن عرف التأويل أن يحدث به من هو مثله في الاستبصار، أو من هو مستعد للمعرفة وطالب لها ومقبل عليها بكله، ثم يختم ذلك بقوله في شبه قاعدة عامة: «فإن منع العلم أهله ظلم، كبثه لغير أهله.»
64
وما ينبغي لنا أن نفهم من إجازة الغزالي التأويل لأهله، وإجازته إظهار التأويلات لمن هو أهل لمعرفتها، أنه في هذا أو ذاك كابن رشد الذي رأينا فيما سبق عنه أنه يجيز إذاعته في هاتين الحالتين، كما أجاز ابن ميمون من بعده، ليس لنا أن نفهم هذا، فإن أهل التأويل وأهل المعرفة في رأي «حجة الإسلام» هم المتصوفة كما عرفنا، على حين أنهم الفلاسفة عند فيلسوف الأندلس وبلديه الحبر اليهودي، وشتان بين أولئك وهؤلاء.
ومهما يكن من شيء، فإن الغزالي بما وضع من قانون للتأويل، جعل الذين يبحثون فيما بين المعقول والمنقول من «تصادم في أول النظر وظاهر الفكر»
Page inconnue