Entre le lion africain et le tigre italien : étude analytique historique, psychologique et sociale sur le problème éthiopien italien
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Genres
كانت إشارة من هذا الرجل تكفي لقلب الوزارة، وقد أوضح أحد الكتاب مقدار تأثير ذلك الوزير في الكلمات الآتية: «إنا مدينون لموسيو فلان وحده بكوننا اشترينا التونكين بثلاثة أضعاف ما تساويه، وبكوننا لم نضع في مدغشقر إلا قدما متزعزعة، وبكوننا غلبنا في مملكة كاملة جنوب نهر النيجر، وبكوننا أضعنا ما كان لنا من النفوذ الخاص في الديار المصرية. ألا إن نظريات موسيو (فلان) قد كلفتنا من الخسائر أكثر من مصائب نابليون الأول!»
سنيور بنيتو موسوليني زعيم إيطاليا ومحرك الحرب الحبشية الإيطالية.
وهكذا كانت عاقبة بوانكاريه في فرنسا، ولويد جورج في إنجلترا، وودرو ويلسون في أمريكا، وغليوم الثاني في ألمانيا، ونابليون الثالث في الإمبراطورية بعد حرب السبعين، وكل هؤلاء كانوا من أكابر الزعماء والوزراء، وبعضهم ملوك، فما بالنا بمن هم أقل منهم بدرجات ومراحل، أمثال سنيور بنيتو موسوليني وأضرابه؟!
إعراض إيطاليا عن نصح الناصحين وخسارتها الفادحة في المال والرجال في إريتريا
منذ استعمارها في سنة 1888 إلى الآن
لا يعلم إلا القليلون من الطليان وغيرهم قيمة ما تتكبده إيطاليا من الخسائر الفادحة من الرجال والمال منذ خمسين عاما في أفريقيا الشرقية، وقد قدره أحد الإحصائيين بأكثر من خمسين مليون جنيه من المال، ومليونين من الرجال بين قتلى وجرحى وصرعى قضوا نحبهم بالأمراض والأوبئة.
وإلى القارئ العربي بيان وجيز، مع العلم بأن هذه الحرب الناشبة كلفتهم إلى الآن أكثر من ثلاثين مليون جنيه.
في أواخر القرن التاسع عشر، وبعد استيلاء فرنسا على تونس ببضع سنين نزلت حملة عسكرية قوامها عشرون ألف جندي بقيادة الجنرال سانما رزانو بمصوع.
1
وكانت إيطاليا تعلم أن محاربة الحبشة ليست أمرا سهلا، ولا مأمون العواقب، فرجت إنجلترا في الوساطة بينهما، فنفذت بريطانيا رجاء إيطاليا، ولكن الرأس يوحنا لم يقبل الصلح، ولكنه أحجم عن مهاجمة الطليان، وأعرض عن تحريض رأس الولا، وتربص مدة في معسكره بلا حركة إلى الأمام أو إلى الوراء، ثم انسحب إلى الداخل تاركا الجيش الإيطالي وشأنه، فخاف الجنرال سانما رزانو وقواده الأربعة: جانه، ولانزا، وجاني، وبالديسارا عاقبة اقتفاء أثر الأحباش، ورجعوا بقسم من الجيش الإيطالي إلى إيطاليا، وبقي القسم الآخر في جوار مصوع.
Page inconnue