Entre le lion africain et le tigre italien : étude analytique historique, psychologique et sociale sur le problème éthiopien italien
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Genres
وهذا لا يدل على أن أوروبا لم تقع في مثل هذه المحن، فإن تاريخ إيطاليا لعهد الإمارات الاستبدادية حافل بها،
7
كذلك حديث الرجل ذي القناع الحديدي لعهد لويس الرابع عشر، وتاريخ إنجلترا نفسه يدل على أنه في سنة 1215، بعد أن سافر ريكاردوس قلب الأسد إلى الشرق في حملة الحروب الصليبية، وترك ولي عهده طفلا بوصاية أخيه حنا، طمع حنا في الملك فاغتصبه، وسجن ابن أخيه في برج لندن، وسمل عينيه بالحديد المحمي ثم قتله في سبيل العرش المغتصب.
8
وأمرت إليزابث بقتل الملكة ماري الأيقوسية.
ولكن كل هذا يدل على أن بعض أمم الشرق وأمراءهم لا يزالون في هذا القرن والذي قبله في درجة من المدنية تعادل تلك التي وصفناها، فالشرق في القرنين التاسع عشر والعشرين يعادل أوروبا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
من موقعة قرع إلى موقعة عدوة من سنة 1876 إلى سنة 1896
في سنة 1869 اشترت إيطاليا ثغرا صغيرا اسمه عصاب في شمال بوغاز باب المندب باسم شركة بحرية هي «فلوريو روباتينو»، وفي سنة 1882 حلت الحكومة الإيطالية نفسها محل تلك الشركة، فنزلت بثغر عصاب مستعمرة إيطالية وأقامت، ثم أرسلت نائبا عنها يدعى الكونت إنتونلي إلى الإمبراطور منليك الثاني على رأس بعثة ليعين تلك المستعمرة الإيطالية، فأكرم الإمبراطور وفادتها، وعقد معها معاهدة صداقة كانت الضربة الأولى على الحبشة؛ لأنها اعترفت بحقوق لإيطاليا في بلادها.
وفي سنة 85 احتلت إيطاليا بعض الثغور والجزائر أهمها مصوع التي كانت لمصر بحق تنازل الدولة العثمانية عنها للخديو إسماعيل مقابل زيادة الجزية، وكان ذلك بموافقة إنجلترا، ثم اتجهت نية إيطاليا إلى تأسيس مستعمرة قوية في البحر الأحمر، وكان هذا بداية تكوين الإريتريا التي أمست خنجرا في ظهر الحبشة من ذلك التاريخ إلى الآن.
فإن نفوذ إيطاليا لم يلبث أن انتشر وزاد، فغضب له الملك منليك الثاني الذي كان لا يزال ملك شوا، وزاد غيظه أن احتل الأميرال الإيطالي شيمي ميناء مصوع، ونفى منها المحافظ المصري إلى السويس ، وأمر الحامية المصرية بإخلاء المدينة، وكانت هذه السياسة الاستعمارية تنفيذا لخطة فرنسيسكو كريسبي، أحد أتباع الثلاثة الذين بنوا إيطاليا الحديثة؛ وهم: متزيني، وجاريبالدي، وكافور.
Page inconnue